Site icon المنصة

رفعت السجادة لتكشف عن قصتها

ترجمة (المنصة)

حُرَّرَت المدينة من تنظيم “داعش”
ما زالت مهمة دفن
بقايا الموتى تُخيّم على المدينة، الكثيرون دفنوا ابناءهم في حدائق المنازل وحتى غرف
النوم، عندما كانت المعارك تدور في الاحياء السكنية والناس محاصرة، حتى
الساعة ثمة من يعجز عن نقل رفات الضحايا من منزله الى المقابر المخصصة.

رغم تطهير الموصل من التنظيم قبل أكثر من 7
أشهر، ما زالت الحياة غائبة عن بعض أجزاء من المدينة، والمأساة الإنسانية لا تزال
قائمة.

 

“دفنتهم بيديّ”

تقول السيدة أم عمار (60 عاما)، وهي تعيش في حي منكوب بالساحل الأيمن: “أدت
الحرب الى مقتل خمسة من افراد عائلتي، بينهم زوجي وولديّ وابنتيّ”.
“أُجبرتُ على دفنهم ابنها في غرفة
الطعام، بيدي”، تقول.

ليست الوحيدة في هذه المأساة، كثيرون دفنوا
أفراد عوائلهم وجيرانهم في سراديب منازلهم.

“في البدء قتل زوجي. ثم تبعه ابني (36
عاما) واسمه بشار العبيدي. كان خطيباً في مسجد محلي، حاول الإرهابيون إرغامه على
الانضمام اليهم، وعندما رفض ذلك، أعدموه”، تسرد القصة.

وتسترسل، “كما أصيبت زوجة بشار أثناء
عمليات القصف الذي كان يهدف الى تطهير المدينة من عناصر داع. وهي الآن معاقة. ولا تقوى
على المشي. وأطفالها أيتام”.

مشت نحو الغرفة، وقفت قليلا ثم قالت: “سجادتان
فقط تغطيان قبر أبني الآخر”.

وتذكر
السيد المتعبة بإن ابنها صالح (22 عاما) توفي بعد ذلك ايضاً، ودفنته في منزلها
ايضاً، عندما حاول انقاذ جارهم من تحت الركام بعد غارة جوية، هرع لإنقاذه رغم
استمرار القتال في الشارع، ودفنتهه في بيتنا ايضا”، غطت قبره بسجادتين فقط.

“لست وحدي من يعيش هذه المأساة،
أقاربي دفنوا أيضا في منازلهم، أتمنى من المنظمات الإنسانية الدولية والمتطوعين المساعدة
في حل مشكلة دفن الجثث المتفسخة في المدينة”، تتابع.

العديد من سكان الموصل الآخرين يقولون، إنهم
دفنوا أقاربهم وجيرانهم في سراديب منازلهم لأنه كان من المستحيل دفنهم في المقبرة
بسبب الغارات الجوية.

ووفقا للأمم المتحدة فقد قتل أكثر من (2500) مدني خلال عمليات تحرير الموصل من داعش. وأظهرت الصور الجوية الأخيرة الدمار
الكامل والخراب في المدينة، حيث لم يتم بعد دفن عشرات الرفات المتفسخة.

https://www.yenisafak.com/en/world/bereaved-mother-forced-to-bury-son-in-living-room-iniraqs-mosul-3104313

Exit mobile version