داعش كالسوائل تاخذ شكل الاناء الذي يحتويها !!

يبدو واضحًا ان داعش قد خسرت معركة المدن الوعرة باعلان النصر عام 2017 بشكل نهائي وهذه قناعة التنظيم نفسه بشكل حقيقي ، ويبدو كذلك ان هناك نزالات مستمرة مع هذا التنظيم على مستوى الطرق الخارجية والفرعية بين المحافظات ، وهذا ما لم تجد له مؤسساتنا الامنية حل عملي جاد حتى الان ، ويبدو كذلك ان التنظيم لايزال يهيمن على الصحاري والمناطق المنبسطة والهضاب والوديان في مختلف ارجاء العراق حيث يمتلك اليد الطولى هناك .
اذاً لنتفق ان قواتنا الامنية سيطرت على المدن وهي تنافس التنظيم على الطرق الخارجية الواصلة مع افضلية لقواتنا بشكل واضح في ظل خروقات وملاحظات كثيرة ، بينما تبقى الخواصر الرخوة “المريضة” الصحراوية مليئة بعناصر التنظيم ومعسكراتهم كبيئة تطورية فكرياً وعسكرياً فضلاً عن التطوير اللوجستي والمناورة عبر استراتيجية الذئاب المنفردة داخل المدن والاقضية وتعبئة 1 ضد 7 التي استخدمها ماوتسيتونغ في الصين ابان الحرب الثورية لغرض الاستنزاف والاعياء والاقتراب غير المباشر .

علينا ان نفهم داعش كما فهمها ارخميدس حينما قال انها كالسوائل في الاواني المستطرقة ، بينما تضغط عليها في مكان ستندفع للخلف وتظهر لك من مكان اخر متخذةً شكل المكان الذي تتواجد فيه !! هكذا قال ارخميدس عن السوائل وفهم خصائصها !!

المشكلات التي يمكن ان تواجهنا حالياً هو ان تنتقل عمليات التنظيم من الصحاري والوديان الى الطرق الخارجية لغرض الاستنزاف بشكل مركز ، والمشكلة الاكبر تكمن في انتقاله نحو المدن الفرعية بشكل اعمق كما حدث في القيارة اليوم ! اما الكارثة فهي بانتقاله نحو مراكز الثقل الكبرى في بغداد والموصل ومحافظات اخرى وهذا ما حدث بالتحديد في حزيران عام 2014 حينما تمت السيطرة على ثلاث محافظات خلال ساعات !

ما علينا فعله هو طوي صفحة محاربة التنظيم داخل المدن “حرب المدن” مع ابقاء الخبرة الميدانية المكتسبة والمتراكمة من هذه العمليات وتطوير استراتيجية جديدة واضحة لقتال التنظيم وضربه في المناطق المفتوحة داخل عقر تموضعه في الصحاري والجيوب داخل الوديان والقرى البعيدة.
استراتيجية المباغتة واخذ زمام المبادئة والمبادرة : اضرب قبل ان تُضرَب تكمن بالذهاب لقتال هذا التنظيم في صحراء جنوب نينوى وصحراء الانبار وجبال مكحول والشريط الحدودي العراقي امتداداً من شمال سوريا حتى اخر نقطة حدودية مع الجانب الاردني فضلا عن ضرورة العمل الجدي لايجاد حل حقيقي لامتدادات صحراء الانبار “وادي حوران”حتى السعودية !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى