Site icon المنصة

بيتهوفن وموزارت يداعبان أحلام الصغار في معزوفات اوركسترا الطفل

 

المنصة – وحيد غانم

لا تبدو الانامل الصغيرة قوية كفاية لتطويع اوتار الآلات الموسيقية  وكانت تحاول استخراج انغام قد لا يستطيع الكبار عزفها، لكن الصغار في فرقة اوركسترا البصرة للأطفال فعلوها وعزفوا مقطوعات عالمية.

وخلف أبواب  الحجرات الصغيرة تسمع صخب موسيقى، فهناك عازفون اصبحوا اساسيين  في الفرقة، كما يجري تدريب صغار  بأعمار متفاوتة لضمهم اليها.

عازفة الجلو شمايل بدر لم تتجاوز عامها الثالث عشر تقول انها احبت الموسيقى وتحدّت جميع من تنبأ بفشلها في تعلم العزف على آلة الكمان في بداية مشوارها، وتتحدث عن تجربتها بثقة   وتقول “بدأت التدريب منذ ثلاث سنوات مع أختي أبرار وهي أصغر مني وتعزف على البيانو وبتشجيع والدتي لنا، لا اقول اني ضبطت العزف تماما لكني بلغت مرحلة جيدة”

وحول الدافع وراء تعلمها الموسيقى تقول “كنت اتابع العازفين على شاشة التلفزيون فقررت ان اتعلم العزف على آلة الكمان وبعدها تحولت لآلة الجلو، لم اواجه صعوبة في التحول من آلة لأخرى، فالصعوبة تكمن في التحول من آلة وترية الى هوائية”.

وعن التحديات التي تواجهها تقول ” الكثيرون لم يؤمنوا بقدرتي على التعلم واعتقدوا انني بالكاد سأتعلم قراءة النوطة، كما أن بعض المدرسين في مدرستي لم يرحبوا بالفكرة وحذروني من الانتماء للفرقة والمفارقة انني لا اتأخر عن المشاركة في الحفلات المدرسية والمديرة تقف بصفي وتدعمني دائما على النقيض من المدرسين”.

وفي قاعة صغيرة أخرى كانت  آية منتظر (11 عاماً) تتدرب على البيانو، وهي الأخرى تعلمت العزف في الاوركسترا منذ ثلاث سنوات ونصف، وتقول “واجهت صعوبة في البداية لكني تجاوزت ذلك، احببت العزف على البيانو واخترته منذ البداية ، لكن أمي وأبي وجدتي يشجعونني دائماً”.

لم تكن جميع المعزوفات سهلة على العازفة الفتية إذ كانت هناك معزوفات صعبة مثل معزوفة “تايتانك” واخرى سهلة مثل “نشيد الفرح” لبتهوفن، وتقول “اطمح ان اكون عازفة مشهورة وان نصبح فرقة سيمفونية كبيرة”.

مشروع الاوركسترا الذي بدأ الاعلان عنه في 2015 حالت ظروف التمويل دون انطلاقه إلا بعد عام لاحق أي عام 2016، ويقول دكتور عدنان ساهي مدير فرقة اوركسترا الطفل “بدأنا بالاتفاق مع منتدى الشباب والرياضة وبلغ عدد الاطفال المسجلين آنذاك قرابة خمسين عازفاً متدربا، ثم قدمنا دروسا مجانية  وحصلنا على بعض الآلات الموسيقية كتبرعات من أطفال اميركا ومن من فنانين بصريين”.

ويضيف  “لاحقاً وافق رئيس جامعة البصرة في حينه للتدرب في قاعات الكلية خلال العطلة الصيفية تحت ارشاد اساتذة اختصاص، وبعد عام ارتأينا أن يكون للفرقة استقلالها فجرى استئجار الموقع الحالي منذ آذار (مارس) 2018 بدعم اساس من أولياء أمور الطلبة”

يبلغ عدد العازفين الان  قرابة (56) عازفاً متمرساً قدموا اربع حفلات موسيقية، اولها الافتتاح الرسمي لمول “التايم سكوير” وحفلات للأيتام وأخرى خاصة في بعض مطاعم الدرجة الاولى .

ويجري اختيار الآلة التي يعزف عليها الطفل من خلال معرفة رغبته اولا ثم بايلوجيته كشكل الاصابع وقابليته على العزف على نوع من الآلات، فقد يبدأ بآلة ثم يجري تحويله على آلة أخرى مناسبة تحتاجها الأوركسترا، ولتوفير مورد مالي للفرقة وشراء آلات موسيقية ومصاريف نقل المدربين توجب أن لا تكون الدروس مجانية بشكل كامل.

ويؤكد ساهي ” نتقاضى  ثمانون دولاراً شهريا عن كل طفل و (120) دولاراً عن كل شقيقين ينتميان الى الفرقة وهناك اطفال لا يدفعون سوى اربعين دولاراً بسبب ظروفهم المادية وآخرون مجانا احداهما طفلة مصابة بالسرطان لكنها تحب العزف”.

ويتكون الكادر التدريبي للفرقة الفتية من ( 12 )استاذ من خريجي قسم الموسيقى  كلية الفنون يعملون معظم الوقت بشكل تطوعي.

يبلغ عدد العازفين المهيئين في أوركسترا البصرة للصغار (35 )عازفاً ، وسينضم (15) متدرباً نهاية العام الجاري  اليها وهناك طلبات تسجيل مستمرة لتعلم العزف.

ويقول علي قاسم مدرب آلة فلوت ومايسترو الاوركسترا وهو استاذ في كلية الفنون  الجميلة ان “الاطفال يعزفون النوطة ويحاولون الوصول لروحية العمل وهذا ما نعمل عليه الآن، فالطفل اذا فهم المعلومة لن ينساها مطلقا”.

ولخلق توازن بين الموسيقى العالمية والذوق الشرقي يقول “ادخلنا بعض المقطوعات الشرقية للأوركسترا، ونعمل على بعض الاغاني العراقية التراثية لكننا لا نملك اوركسترا كاملة ونفتقد لبعض الآلات الموسيقية مثل الهوائيات النحاسية والخشبية، واذا ما توفرت تلك الآلات سنطور ادائنا”.

قدمت اوركسترا الأطفال حتى الان  مقطوعات عالمية لبتهوفن وموزارات وجايكوفسكي وتفاجأت بالعدد الذي يحضر حفلاتها إذ تجاوز في احدى المرات (1200) شخصاً.

Exit mobile version