نساء وأطفال يعتاشون على صفائح الكارتون والقناني البلاستيكية

محمد الزيدي- المنصة

يومياً ومع ساعات الفجر الأولى تجوب أم جواد (65 عاماً) أزقة أحد أحياء مدينة الكوت، باحثة في صناديق القمامة عن أشياء تبيعها وتوفر لقمة العيش لها ولعائلتها المكونة من أربعة أشخاص.

البحث عن قناني المشروبات البلاستيكية وصفائح الكارتون في مخلفات المنازل وبيعها هي فرصة العمل الوحيدة التي لجات اليها السيدة المسنة لكسب قوتها مثل الكثير من العائلات التي تعيش تحت خط الفقر.

وتقول العجوز الكادحة وهي تلف عباءتها فوق جسدها النحيل لـ”المنصة” إن “ولدي الوحيد يعاني من عجز كلوي، ولا أجد عملاً آخر غير هذا  لتأمين معيشة عائلتي وعائلة ولدي المريض”.

وتضيف “اعتاش على مخلفات القمامة منذ سنوات، وأنا أخرج فجر كل يوم للنبش في مخلفات المنازل والمحال التجارية بحثاً عن القناني الفارغة وأشياء أخرى تساعدني على توفير قوت يومي” تختم حديثها وهي تنظر بخجل إلى الأرض.

العجوز التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم المزمن تقول بأنها لا تجد فرصة عمل أخرى تستطيع من خلالها تحسين أوضاعها المعاشية وأنها تأتي باكراً حتى تستطيع العودة قبل ارتفاع درجات الحرارة”.

ولا يلازم البؤس والشقاء العجوز لوحدها، بل لكل شخص قصة، والقصص مع مثل هذه الأعمال كثيرة وموجعة ، فعادة ما يسير الأطفال في الصباح متجهين إلى مدارسهم، أما جلال( 12عاماً) فيسير مع أخيه الأصغر سنا إلى عمله ، مكب النفايات الواقع في جنوب مدينة الكوت، حيث لا قوانين عمل سوى البحث بين النفايات عما يؤمن لهم قوت يومهم .

“أنا اعتبر هذه القمامة صاحبة الفضل الأول عليَّ وعلى عائلتي” هكذا ببساطة يقول جلال للمنصة وهو يبحث جاهداً بين أكوام النفايات.

وكغيرة من العاملين في مكب النفايات يصل الفتى قبل الفجر طمعاً بالظفر بنفايات الأسواق التي عادة ما تنقل الى الطمر الصحي ليلاً ، فلا خيار لهؤلاء سوى خيار العيش فوق النفايات أو الموت بينها أحيانا.

“نأكل هنا وننام وهنا ونمارس حياتنا بشكل طبيعي في هذا المكان شبعنا من الوعود بتحسين اوضاعنا المعاشية” يضيف الفتى وهم يهم باللحاق بمركبة النفايات التي وصلت للتو.

ولا يشكو العاملون في جمع الكارتون والعلب البلاستيكية من القمامة مما يلحق بهم من تعب ومشقّة، بقدر شكواهم من انحسار فرص العمل بشكل كبير واضطرارهم لامتهان أعمال يعتبرونها أقل من طموحاتهم وأحلامهم.

وعادة ما تكون مخلفات بيوت أحياء الكفاءات ودور المعلمين والهورة ، صيدا دسما للباحثين عن العيش تحت وطأة الحاجة إذ يقطنها المترفون من اهل المدينة.

“عزوز” أو “أبو العز” هكذا يلقبه أبناء المناطق، قصة شاب آخر يعتاش على مخلفات القمامة ويحصل على وارد يومي لا يزيد عن خمسة دولارات في أحسن الأحوال، إلا أنه يرى بأن الحصول على شيء أفضل من لا شيء”.

الشاب العشريني يقول لـ”المنصة” بأن أكثر ما يقلقه في هذا النوع من العمل هي المخاطر التي قد تواجهه في العمل، كمخلفات الزجاج أو أشياء أخرى مقززة مثل فضلات الاطفال”.

وليس لدى هؤلاء العمال متسعاً للحلم سوى انتظار قدوم مركبات النفايات في موقع الطمر الصحي، فالطمر الصحي لا يكاد يفرغ من تواجدهم بشكل يومي، فهم دائماً بانتظار وصول مركبات القمامة بشكل دائمي كما يقول علاء كريم أحد سائقي الكابسات التي تحمل النفايات.

“الامر لا يتعلق فقط بانتظار وصول كابسات النفايات، بل في بعض الأحيان تحدث مضاربات وبيع وشراء للكابسات حتى قبل تفريغ حمولتها تبعاً للمناطق التي جاءت منها، فجميع من يتواجد في هذه الأماكن ينظر الحصول على حاجات بالية مرمية وسط اكوام من القمامة” يضيف سائق الكابسة.

 

 

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. It’s actually a nice and useful piece of info. I’m glad that
    you just shared this useful information with us. Please stay
    us up to date like this. Thank you for sharing.

  2. Hi, I do think this is a great web site. I stumbledupon it 😉 I
    may come back once again since i have book-marked it.
    Money and freedom is the best way to change, may you
    be rich and continue to guide others.

  3. Helpful info. Lucky me I discovered your web site
    by accident, and I am surprised why this coincidence didn’t took
    place in advance! I bookmarked it.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى