كورونا غيرت تقاليد الزواج في العراق وتكاليف الاعراس تنخفض الى الثلث

بغداد – نورهان احمد

خمسة افراد من عائلة العروس سمارة تبعوها بسيارة واحدة الى منزل عريسها احمد علي (27 عاما) في حي الأساتذة الواقع على الطريق السريع المجاور لحي العامل، ثم عادوا الى منزلهم بعد ساعة واحدة ملوحين بأيديهم دون تقبيل والدة العريس او أي فرد من عائلته كما هو معهود بل اكتفوا بالقول “الله يتمم بالخير”، انه العرس في زمن الكورونا الذي بدأ يتخلى فيه العرسان عن التقاليد وتبذير الأموال.

لو تزوجت سمارة واحمد في كانون الثاني يناير الماضي لوجب على العريس إقامة مأدبة كبيرة لقرابة مئتي شخص من الأقارب وتأجير قاعة اعراس بمبلغ جيد لإقامة حفلة العرس فضلا عن تأجير عدد من السيارات لنقل الشباب والنساء من منزل العروس والدوران بهم في زفة تقليدية تجوب معظم شوارع بغداد قبل ان ينتهي بهم المطاف في احد الفنادق الفاخرة لقضاء ليلة الزواج الاولى مثلما يفعل معظم العرسان من جيلهم.

منذ اكثر من أربعة شهور مضت بدأت الاعراس العراقية تتنازل عن الكثير من التقاليد التي كانت تتبعها وبدأت المصاريف التي كان يراها المقبلون على الزواج او عائلاتهم شيئا ضروريا تخف عن كاهل العريس، إذ تخلت معظم العائلات العراقية عن فكرة إقامة الحفل الكبير وبات الزفاف يقتصر على اسرتي العريس والعروس كما تخلت عن الإقامة في فندق باهظ الثمن واستبدل العراقيون الفنادق بالبيوت.

يقول احمد علي رغم ان بعض الناس يصرون على إقامة الحفلات الكبيرة لكن مأدبة الحفل تستنزف نصف ميزانية الزواج تقريبا لان العرس يتم في قاعة كبيرة ومكيفة ولا غنى عن وجبة الطعام الفاخرة، لكن الخوف من انتشار الفيروس في الظروف الحالية قلص مصاريف زواجي الى حد كبير وانقذني من الاستدانة.

ليس احمد وحده من فرح بتقليص مصاريف عرسه إذ ان حسن محسن وهو من سكان حي البياع تزوج هو الآخر قبل أيام بتكاليف اقل بكثير مما خطط له هو وعائلته.

يقول حسن (24 عاما) ويعمل مهندسا “حينما تقدمت لخطبة زوجتي وضعت عائلتها قائمة طلبات أهمها إقامة العرس في احدى قاعات الاعراس المعروفة في الجادرية بحضور 300 مدعو ومدعوة، فهي ابنتهم الوحيدة وارادوا ان يكون عرسها مثاليا لكن الوضع تغير وعملنا حفلا عائليا صغيرا في بيت عائلتها واتممناه في بيت عائلتي فانخفضت تكاليف زواجي الى ثلث الميزانية التي وضعتها له”.

بعض العرسان كانوا يخططون لإقامة حفل الزفاف في الربيع الماضي اي في شهري اذار ونيسان ، لكن الإجراءات الوقاية التي اتخذها العراق لتحديد انتشار فيروس كورونا ومنها فرض حظر التجوال الوقائي وفرض غرامات على من يخرق الحظر او يقيم مراسم العزاء وحفلات الزفاف اضطرهم الى إقامة زفاف صغير لا تحضره الا عائلتي العريس والعروس، اما من يتمسكون بإقامة عرس كبير فمازالوا ينتظرون فك الحظر الشامل بعد عيد الأضحى، فيما ارجأ آخرون حفل زفافهم الى الخريف المقبل بانتظار تحسن الوضع الصحي.

تكاليف عرس دينا عزام الشابة العشرينية التي تعمل مدرسة لغة انجليزية تقلصت هي الأخرى بشكل كبير ولأن الخطبة والزواج حدثا في غضون ثلاثة شهور فإن تكاليف الخطبة هي الأخرى تقلصت وتزوجت بتكاليف لا تكاد تذكر.

تقول دينا “كانت امي وحماتي مصرتان على إقامة حفل كبير لنا وتأجير غرفة في فندق بابل ليلة زفافنا ومن ثم حجز تذاكر السفر الى ماليزيا لقضاء عشرة أيام هناك انا وزوجي، لكن عجلة العريس في إتمام الزفاف وطول مدة الوباء جعلتنا نرفض الخطة بأكملها وتزوجنا دون حفل واكتفينا بفرقة شعبية عزفت لنا عند دخولي الى منزلنا لمدة عشر دقائق ثم رحلوا”.

لا تبدو التغيرات التي طرأت على تقاليد الزواج في العراق مؤقتة اذا ما طالت مدة الوباء فقد يعتاد العراقيون عليها وتصبح بديلة للعادات القديمة لا سيما وانها توفر الكثير من المال والجهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى