شاب من الناصرية يرسم لوحاته بالخيوط

المنصة- مرتضى الحدود

مسامير وخيوط لامعة وقطع خشبية ومطرقة صغيرة، هذه هي أدوات مزاحم عبد الله التي بدأ بها هوايته في فن “الفيلوغرافيا” أو الرسم بالخيوط، ليكون واحداً من بين خمسة أشخاص في العراق يتقنون هذا الفن.

قبل سنوات كان الشاب العشريني الذي يسكن قضاء الإصلاح شرقي مدينة الناصرية يجلس في غرفته متصفحاً هاتفه عندما ظهرت أمامه صورة نشرها صديق له، وهي لوحة شخصية لم ترسم بألوان بل صنعت بمسامير مثبتة على الخشب تربط بينها خيوط لامعة تظهر وجه شخص.

يقول مزاحم: “بدأت البحث عن كيفية الولوج الى هذا العالم الغريب وعن باب أطرقه للتعلم معتمداً على قنوات اليوتيوب، وصنعت أعمال تظهر صورة الشخص بشكل مظلل عند الابتعاد عنها وعند الاقتراب منها تكون عبارة عن خيوط متواصلة فيما بينها”.

درس مزاحم في كلية هندسة النفط وهو اختصاص علمي بعيد عن الفن، إلا أن الدراسة علمته “الصبر أثناء العمل” على حد قوله، وهو ما يتطلبه فن الرسم بالخيوط.

وبفضل إصراره نجح في تعلم أكثر من تقنية صعبة في هذا الفن، واحدة منها تبدو فيها الصورة المرسومة بالخيوط مظللة بدرجات بين الأسود والأبيض، والثانية تبدو واضحة تماماً كالصور الفوتوغرافية.

وفي إحدى زوايا غرفة الاستقبال جهز مزاحم ورشة صغيرة له تتألف من مسند خشبي ذي أرجل ثلاثة يضع عليه اللوحة المراد تكوينها، وإلى جانبه أنواع من الخيوط والمسامير.

يقول مزاحم إن أولى اللوحات التي صنعها كانت عبارة “لا إله الا الله”، استخدام فيها المسامير الصغيرة وبدأ يربط الخيوط بعضها ببعض واستغرقت منه عدة أيام حتى اكتملت.

ويضيف أن لوحاته في معظمها تعود لشخصيات معروفة كالمرجع الديني علي السيستاني.

لكن هناك لوحات أخرى لأقرباء له، ولوحة لأحد شهداء تظاهرات الناصرية، مهند كامل.

ولأنه شديد الإعجاب بالمغنية أم كلثوم وكثيراً ما يستمع لها أثناء ممارسته هذه الهواية، فقد كرس لها واحدة من أعماله.

وصنع لوحة أخرى تظهر وجه الموناليزا ويستخدمها كصورة للوح هاتفه النقال.

ويستخدم مزاحم في اللوحة الواحدة ما بين 260 الى 350 مسماراً، وعادة ما يستغرق تنفيذها أسبوعاً وأحياناً أكثر، “فلوحة المرجع السيستاني استغرقت من الوقت 18 يوماً” يقول.

وبينما كان يربط آخر خيط من لوحته الجديدة ختم قائلاً إنه عازم على التعلم أكثر ونقل خبرته فن “الفيلوغرافيا” إلى فنانين آخرين في العراق.