طاولة وكرسي لنوري السعيد في متحف بسيط في ذي قار

المنصة- مرتضى الحدود

 

فكرة بدأها “وارد كاطع العنبر” منذ ثمانينيات القرن الماضي لتكتمل قبل سنوات قليلة بعد أن جمع عشرات القطع التراثية لدى سكنة المناطق الريفية في محافظة ذي قار وأنشأ متحفاً بسيطاً للتراث والفلكلور الشعبي.

يتجول الرجل الستيني بفخر وسط متحفه مشيراً إلى القطع التراثية الحجرية أو المعدنية المعروضة في المكان، ويشرح وظيفة كل واحدة منها مستذكراً كيف تمكّن من شرائها وجمعها.

يقول “وارد” وهو موظف حكومي متقاعد، إنه كان يستقطع جزءاً من مرتبه الشهري طوال سنوات لشراء القطع التراثية ثم استقطع جزءاً من أرضه الزراعية في ناحية الفضلية التابعة إدارياً لمحافظة ذي قار لتكون مكاناً للمتحف.

فقط في الصيف

صمم “وارد” مدخل المتحف وجدرانه الخارجية من القصب وكتب على بابه عبارة “أهلاً ومرحباً بالضيوف الكرام”.

ويضم المتحف قاعة صغيرة أسماها “ديوان العنبر الثقافي” مخصصة لمجالسة الأدباء والشعراء من مدينته، وإلى جوارها باب معدني صغير يفضي إلى غرفة أخرى تحمل اسم “متحف بنهكة التراث الشعبي”.

وتمكن “وارد” إلى اليوم من جمع قرابة 70 قطعة تراثية شملت معدات حراثة وأدوات سقي الأرض  وأدوات طحن الحبوب “الرحى” ومعدات لخزن السوائل من الحليب والماء وبعض أدوات الصيد والأسلحة النارية. 

وتعود أقدم قطعة في المتحف إلى ما قبل عام 1900 وهي عبارة عن محراث كان يمتلكه جده المتوفى عام 1901 تليه في القدم بندقية يعود تاريخها إلى العام 1917.

يضطر “وارد” كلّ فصل شتاء لإدخال كافة القطع المعروضة إلى داخل المنزل خوفاً عليها من التلف، ويفسر ذلك بالقول إن سقف المتحف لا يمنع تسرب المياه إلى القطع المعروضة.

طاولة نوري باشا

من بين معروضات المتحف، يخشى “وارد” بشكل خاص من تلف قطعتين يعدهما الأكثر قيمة، وهما منضدة خشبية قديمة وكرسي موضوعان في زواية الغرفة، تعود ملكيتهما حسب قوله إلى رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري السعيد وكانتا داخل منزله.

يقول “وارد”، “عثرت على الكرسي والطاولة قبل سنوات عند أسرة كان جدهم يعمل في إحدى القصور الرئاسية”.

ويتابع أن الطاولة كانت مهملة وقد استخدمتها الأسرة كمسند لصعود العمال أو ما يعرف بالـ”سكله” وما ان سمع “وارد” بهذه التفاصيل حتى طلب منهم مقايضتها ببرميل معدني ليكون مسنداً جديد للبناء عوضاً عن منضدة الباشا نوري السعيد، ليعود بها بعد ذلك الى منزله ويعمل على ترميمها.

 

من معروضات المتحف:

 

               

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى