رائد العمل التطوعي في واسط: يكافح الحرائق والفقر في آن واحد 

المنصة – محمد الزيدي

النهوض مبكراً والبدء بجمع التبرعات العينية والمادية من الميسورين وتوزيعها على العوائل المحتاجة، نشاط اعتاد ممارسته منذ أكثر من ست سنوات المنتسب في مديرية دفاع مدني محافظة واسط “عباس عكيلي حمود العظيمي” الذي يوصف بكونه رائداً من رواد العمل الإنساني في المحافظة.

بناء منازل للفقراء وتزويج المحتاجين وتوزيع الاف السلال الغذائية، أعمال إنسانية وخيرية تتنوع بتنوع عطاء باذليها، يحرص على ديمومتها الشرطي المكافح، راسماً بذلك لوحة تكافلية قلَّ نظيرها.

سبعون داراً للفقراء والبقية تأتي 

ما أن تجلس قبالة رائد الأعمال التطوعية عباس العظيمي حتى تشعر بتفاؤله وعزمه على تحقيق حلمه المتمثل ببناء 250 داراً سكنية واطئة الكلفة لتوزيعها على العوائل المحتاجة واسكانها في أماكن صالحة للعيش.

كل شيء من وجهة نظره “قابل للتحقق طالما توفرت الإرادة”. هكذا ببساطة يعبِّر منتسب الدفاع المدني الطموح عن تفاؤله بنجاح مشروعه السكني، موضحاً بأنه “تمكن حتى الآن من بناء 80 سكنية منخفضة الكلفة من أموال المتبرعين وأهل الخير”. 

الشاب الذي يعرف في أوساط الواسطيين برائد العمل التطوعي، سلك طريق العمل التكافلي منذ العام 2013 بمعية عدد من أصدقائه وزملاء الوظيفة، ولا يزال يقدم ما يمكن تقديمه للعوائل المتعففة. 

يقول العظيمي إن مشروع حلمه السكني سيرى النور قريباً بعدما نجح في شراء مساحة أرض زراعية قدرها خمسة آلاف متر مربع، ليخصصها لبناء دور سكنية للفقراء ضمن مجمع سكني أسماه “مجمع الرحمة السكني” موضحاً بأن” المشروع سينجز من أموال المتبرعين والميسورين، وسيوزع على العوائل التي تعاني شظف العيش”.

ومع اتساع وتنوع الأعمال الخيرية التي يؤديها شرطي الدفاع المدني يبدي ارتياحاً من نجاح المشاريع الإنسانية، راداً ذلك إلى “رغبة العوائل الواسطية في مساعدة بعضها البعض وسعيها لتقديم كل ما من شأنه تذليل متطلبات ضمان معيشة حرة وكريمة للعوائل المتعففة”.

وبينما يحرص العظيمي على إجراء اتصالات هاتفية متكررة مع التجار والميسورين، يوضح بأن جهد حملته انصب خلال جائحة كورونا في اتجاهين، أولهما توفير ستة آلاف سلة غذائية وتوزيعها على العوائل الفقيرة التي توقفت أعمالها بسبب الحظر الشامل، وثانيهما تأمين متطلبات المصابين بكورونا من أصحاب الدخل المحدود من الأدوية والاوكسجين”. 

ثلاثة أسواق خيرية ، ومعارض للملابس المجانية

لا تقف جهود العظيمي عند حدود إعالة العوائل الفقيرة وتأمين مستلزمات عيشها من الميسورين، بل اتسعت لتشمل افتتاح ثلاث أسواق خيرية خصص ريعها للعوائل الفقيرة، فضلاً عن استحداث معارض خاصة للملابس المجانية للمحتاجين. 

مهدي النعيمي أحد المساهمين في حملة العظيمي يقول إن “سوقاً خيرية رابعة ستفتتح قريباً وسيخصص ريع أرباحها لذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الأمراض المزمنة” كاشفاً عن أن الأسواق الثلاثة جرى افتتاحها في مناطق مختلفة من المحافظة وضمت مختلف المواد الغذائية والعينية، فيما خصص أحدها لتجهيز العوائل الفقيرة بالملابس مجاناً قبيل عيد الفطر الماضي”.

وبحسب النعيمي فإن حملتهم التكافلية أمنت متطلبات زواج عدد من الشباب غير المتمكنين مادياً، واحتفلت بتزويج بعضهم بدعم ومساعدة الناس الخيرين، وبجهد مميز من بعض زملائهم في الحملة”.

تكفّل نفقات 65 عملية جراحية 

تكفلت حملة منتسب الدفاع المدني الإنسانية نفقات إجراء 65 عملية جراحية تنوعت بين متوسطة وشديدة الخطورة، تبرع بها عدد من الأطباء والميسورين، وفق قاعدة بيانات ومعلومات مفصلة عن الميسورين والعوائل المحتاجة وأماكن تواجدها.

ووفقاً لما يقوله نقيب أطباء واسط الدكتور مهدي عبد الكريم فإن “أكثر من 100 طبيب باختصاصات مختلفة يقدمون خدمات استشفائية مجانية لمحتاجيها، فيما تكفل بعض من أصحاب الصيدليات العامة بمساعدة الحالات الحرجة والتنازل عن قيمة الأدوية للحالات التي تصل اليهم عبر حملة العظيمي مجاناً.

ويعبر عبد الكريم عن سعادته “بوجود أشخاص يعز عليهم معاناة الناس وحاجتهم، ولذلك تراهم يضحون براحة عوائلهم من أجل الاستمرار بمساعدة المحتاجين وتوفير متطلبات عيشهم وسكنهم”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى