فنانة واسطية تنقل هموم مجتمعها.. بالألوان

واسط – محمد الزيدي

في مرسمها الصغير في مدينة الكوت (مركز محافظة واسط) تقضي الرسامة “زينب خان” ساعات يومياً، ترسم بأقلام الفحم والرصاص وجوه شخصيات عامة من مدينتها، أو تبدأ العمل على لوحات تشكيلية باستخدام ألوان الكليريك.

دخلت زينب خان معترك الحياة الفنية بعد تخرجها من معهد الفنون الجميلة، وخضوعها لدروس فنية تلقتها من بعض أساتذتها لتكون واحدة من نساء قليلات يمارسن هذا الفن احترافياً في المحافظة الجنوبية.

“بدايتي مع الرسم كانت في الفن التشكيلي، لكني في نفس الوقت وجهت اهتمامي إلى فن الكاريكاتير بوصفه مرآة تعكس ما يقع داخل المجتمعات من تحولات ويعبِّر عنها بشكل واقعي وساخر” تقول زينب خان وهي تعكف على إضافة ألوان لإحدى لواحاتها.

تركز موضوعات الفنانة الشابة في لوحات البورتريه على الشخصيات العامة من فنانين وتربويين وشخصيات عامة في المحافظة، وتقول “يستهويني رسم الشخصيات الشهيرة في المحافظة كالموسيقار نصير شمة وكبار الفوتوغرافيين والأطباء والمحامين وذلك مرده تأثر نفسي ومجتمعي بتلك الشخصيات”.

وتضيف “أنا انتمي لمدرسة التصوير التعبيري، وموضوعاتي عادة ما تستهدف الأسرة أو الصداقة أو الحياة اليومية التي يعيشها الناس، وفيها أستخدم مختلف الألوان الزيتية وتقنيات التشكيل” موضحة بأن أعمالها توثق لتاريخ المدن والثقافات أو لمراحل تاريخية معينة.

دعم وتشجيع 

“تجربة زينب الإبداعية تؤكد أن المرأة العراقية إنسانة مبدعة صاحبة عطاء فكري وجمالي” هكذا يقول التشكيلي عباس لفتة أحد مدربي زينب وصاحب الفضل الأول في تدريسها كما تصفه .

ويضيف الرسام التشكيلي العراقي أن “نموذج الفنانة زينب خان هو نموذج يقتدى به لإخراج ما موجود في دواخل النساء من إبداع وابتكارات”.

وتحظى الفنانة الموهوبة بتشجيع ودعم زملائها الذين يعتبرونها واحدة من الفنانات العراقيات اللاتي استطعن إيجاد بيئته خاصة لموضوعاتهن، من دون الانفصال عن قضايا المجتمع. 

علي ناظم الموسوي أحد أبرز الوجوه الفنية في المحافظة يشيد بما يسميه “حرص ومثابرة زينب اللذان مكناها من أن تكون إضافة جديدة للفن الواسطي، عبر نجاحها في اختيار الموضوعات وزوايا المعالجة”، مشيراً إلى أنها “من خلال أعمالها الكاريكاتورية استطاعت التعبير عن أوجاع الناس وهمومهم” 

حراك ثقافي 

وتشهد محافظة واسط واحدة حراكاً ثقافياً متواصلاً، إذ تنطلق في كل عام فعاليات “مهرجان الواسطي” الذي يقام تخليدا للفنان “يحيى بن محمود الواسطي” المولود سنة 114 للهجرة والذي كان ينقل الأحداث السياسية والاجتماعية إلى صورة ويجسدها في لوحات مرسومة، وفيها يقام أيضاً مهرجان المتنبي الشعري.

ووفقاً لما يقوله ممثل نقابة الفنانين ومدير قسم النشاط المدرسي في واسط الفنان أكرم العنزي فقد تحرص بعض من مرافق الحكومة التخصصية كالنشاط المدرسي ونقابة الفنانين على تنمية قابليات الموهوبين وتطوير امكانياتهم عبر دروس نظرية وتطبيقية حول تقنيات الفن التشكيلي بشكل عام والكاريكاتيري ومحدداته وكيفية استخدام الألوان، وزينب واحدة من ذلك القطاف.

العنزي يقول بأن “تلك الدوائر التخصصية تسعى لإقامة وتنظيم العديد من المعارض والانشطة الفنية لاعتبارها فرصة لاكتشاف المواهب والطاقات الإبداعية الجديدة واحتضانها”، مشيراً إلى أن” مثل هذه الانشطة هي فرصة للتواصل الفني والثقافي وابراز الابداعات والطاقات عند الشباب والهواة”.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى