الفيسبوك أيام الانتخابات: من “مأكولات فلان” إلى.. “انتخبوا المرشح فلان”!

 المنصة- ورود صالح

يبدأ فريد حسن صباحه بتقليب مواقع التواصل الاجتماعي، فيطالع منشوراً على صفحة فيسبوكية تعود لمنظمة عراقية تعمل في مجال التحقق من المحتوى الرقمي. 

المنشور يكشف عن استغلال مرشحين وساسة عراقيين لصفحات تجارية في الدعاية لهم في الانتخابات البرلمانية المرتقبة في العاشر من الشهر الجاري.

فريد ذو الـ 33 عاماً الحاصل على بكارلوريوس قانون، لكن أيضاً، العاطل عن العمل، يقول: “فجأة تتغير صفحة شركة فلان للسياحة إلى صفحة محبي المرشحة فلانة.. أو صفحة مأكولات فلان إلى انصار المرشح الفلاني أو الصفحة الرسمية للمرشح الفلاني” ويعلق ساخراً: “هذا النوع من المرشحين يلاحقك في كل مكان.. حتى على شاشة موبايلك”.

شفتك سمير 

من بين المنشورات التي يتحدث عن فريد مثلاً، منشور مذيل بوسم أو هاشتاج “شفتك سمير”، وهو وسم كان قبل سنوات عبارة لافتة يرددها ممثل في برنامج كوميدي سياسي.

منظمة “التقنية من أجل السلام” كشفت أن هذا الوسم وعشرات الوسوم الأخرى تحولت قبل فترة الدعاية الانتخابية، إلى صفحات تتابع نشاطات مرشحين، في مؤشر على دخول المال السياسي إلى شبكات مواقع التواصل الإجتماعي.

يقول بحر جاسم المتحدث باسم صفحة “التقنية من أجل السلام” المعروفة في العراق والمدرب في مجال التحقق من المحتوى الرقمي، إن “صفحتنا تبنت كشف دعاية المرشحين والأحزاب، فالحملات التوعوية هدف من أهدافنا”.

يضيف بحر “إننا لا نهدف إلى تسقيط مرشح سياسي أو إظهار الصفحات على أنها صفحات تابعة لمرشح محدد، ولا ندعو المتابعين لمتابعتها أوعدم متابعتها.. باختصار نحن نخبر المتابعين أن هذه الصفحة على فيسبوك أو على أي موقع آخر قد تم تغيير إسمها، وهو جزء من حملة التوعية حول ما يدور في مواقع التواصل”.

سوق سوداء 

يتحدث الخبير في التحقق من المحتوى الرقمي عن “سوق سوداء” في الشرق الأوسط والعراق أيضاً خاص بالصفحات على مواقع التواصل.

ويشرح بحر جاسم أن هناك من يشتري صفحات موثقة بالعلامة الزرقاء يتراوح سعرها بين ستة وعشرة آلاف دولار، “هذه الصفحات داخل العراق يحدد سعرها وفق عدد المتابعين والوصول والتفاعل، فمثلاً هناك صفحات تمتلك أكثر من نصف مليون متابع إلا أنها غير متفاعلة فلا يفضلها أحد”.

ويوضح جاسم أن مايقرب الـ35 صفحة تم رصدها حالياً ويمكن أن يكون العدد أكبر، “إلا أن ماتم رصده كان عن طريق نشاط فريق الصفحة وأيضاً رصد المتابعين وجماهير الصفحة”.

وينوه أيضاً إلى أن قضية شراء حقوق الصفحات بالكامل “أمر غير قانوني وفق معايير مجتمع مواقع التواصل، أما تأجيرها لمدة معينة أو لاعلانات معينة فالأمر شائع وجائز أيضاً”.

مكيدة للناخب؟

البرامج الانتخابية عبر الصفحات التجارية رصدها أيضاً الناشط المدني سالم نديم الداودي الذي بين أن صفحات معروفة لبيع السيارات والملابس والقهوة وحتى الألغاز تحولت الى “مكيدة ينصبها المرشحون للجمهور.. ينشرون حملاتهم الانتخابية من خلالها”. ومع وجود أكثر من 3200 مرشحاً، و950 مرشحة، فهناك بحسب هذا الناشط “فرصة لهم لتمرير دعايتهم الانتخابية”.

الناشط العراقي يرى أن هذا الأمر قد يلعب دوراً في حصيلة النتائج، “وقد شهد العالم ومنطقة الشرق الأوسط، مؤخرًا، دورًا فاعلاً ومؤثراً لمواقع التواصل في سير بعض الاستحقاقات الانتخابية، على غرار ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والجزائر والصومال وإيران”. 

محاولة يائسة

على الرغم من هذا، يرى الداودي أن “للشعب فرصته في انتخاب الكفوء والمرشح الأفضل إن كان اسم المرشح وسيرته واضحة لا يلجأ للاختباء تحت مظلة القوائم والكتل كما حصل في الانتخابات السابقة”.

أما الشاب فريد حسن فيرى أن “هذه الظاهرة توضح حقيقة أن المرشح فشل في الوصول إلى الناس من خلال برنامجه الانتخابي”.

ويعتبر أن “شراء المرشحين للصفحات هو محاولة يائسة لاستقطاب أصوات الناخبين الذي لايعرفون لمن يعطون أصواتهم.. فيرى الناخب فجأة صفحة يتابعها منذ مدة طويلة قد تحولت لدعم مرشح، ويظن أن حديث الاخير قد يبشر بخير”.

ويختم فريد قائلاً إن “هذه الصفحات المزيفة مليئة بالوعود المزيفة أيضاً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى