مصمم واسطي يوثّق ثقافة وادي الرافدين بمجسمات خشبية 

واسط – محمد الزيدي

حققت التصميمات الخشبية للجيتار والبيانو ومركبات النقل ذات الموديلات القديمة، للشاب المصمم مصطفى غباش شهرة في مدينته واسط وبين أقرانه، وموهبة صار يجني منها ربحاً جيداً بعد أن كان حلمه الحصول على مرتب شهري بوظيفة تناسب تحصيله الدراسي، دبلوم في الإدارة. 

اعتاد الشاب ذو السابعة والعشرين عاماً الذهاب يومياً إلى محل نجارة والده حاملاً معه شغفه في صنع المجسمات بكافة الأشكال والأحجام.

وبينما ينشغل المصمم الشاب في تقطيع وصبغ قطع خشبية يستخدمها في تصميم مجسم لقبر الشاعر أبي الطيب المتنبي، يقول: “اهتمامي بصناعة المجسمات الخشبية نمى وترعرع معي منذ كنت في العشرين من عمري، بعدما عملت مع والدي وأخوتي في محل للنجارة، وشيئاً فشيئاً تولدت لديَّ رغبة في تجسيد بعض من ثقافات العراق ومدينتي، مستخدماً ألواح خشبية” .

ويلجأ الشاب المصمم إلى استخدام مواد بسيطة في صناعة مجسماته، تتكون من الخشب بأطوال مختلفة والمسامير واللواصق بالإضافة إلى الألوان الزيتية، مبيناً أنه يهدف إلى ترويج المجسمات والأشغال اليديوية كالزينة وألعاب الأطفال ومستلزمات المكاتب، بين منازل مدينته.

ويتطلع “غباش” إلى توثيق آثار المحافظة والأماكن الثقافية والتاريخية فيها، وكل ماله علاقة بثقافة البلد والمحافظة، راداً ذلك إلى مسؤولياته أمام مدينته والترويج لها ثقافياً وسياحياً.

ذاكرة شعبية  

إلى جانب صناعة المجسمات ذات الصبغة العراقية يبدع مصطفى في تصميم الأشكال الهندسية، فما أن تدخل الى غرفته في منزله الواقع في قضاء النعمانية في واسط (180 كيلومتر جنوب بغداد) حتى تراها مكتظة بالمجسمات الهندسية المختلفة.

ولم يوقف انعدام فرص العمل مصطفى الحالم في اظهار موهبته في مجال التصميم من توثيق الواقع العراقي بكل تفاصيله. ويستغرق في إنجاز التصميم الواحد بين ثلاثة أيام إلى خمس أيام طبقاً لمواصفاتها. 

ويسوّق “غباش” منتجاته على مواقع التواصل الالكتروني، مبينناً بأن الطلب عليها لا يتوقف على أبناء مدينة واسط، بل يتعداه إلى عموم محافظات العراق.

وقريباً ينتهي المصمم الشاب من عدد من المجسمات التي تشمل تماثيل لشخصيات رياضية وفنية وعسكرية، وبعض الصناعات المندثرة، فكل شيء بحسب مصطفى “يمكن أن نخلق منه فكرة مبدعة”، بعد أن يطلق العنان لأنامله.

حلم مؤجل

ومع أن عائلة الموهوب تقدم له مختلف الرعاية والدعم، لكنه لايزال يحتاج الى تحقيق حلمه الاكبر وهو الاحتضان الحكومي وصقل موهبته من قبل الجهات المعنية للاستفادة منها في فن التصميم، لاسيَّما والعراق يزخر بأسماء لامعة من المصممين.

وفي هذا السياق يقول علي غباش وهو الأخ الأكبر لمصطفى بأن أخيه اعتمد في فن التصميم على موهبة فطرية برسم مجسمات تبدو حية لمن يشاهدها، وفق ما يعرف بفن الديوراما الشهير بصناعة المجسمات، موضحاً بأنه “لكن هذا الفن ما زال في مراحله الأولى في العراق ويحتاج إلى دعم من الحكومات المحلية ووزارات الدولة المعنية”.

ويضيف “مصطفى موهبة فطرية ويحتاج إلى رعاية خاصة من المعنيين لكي تصقل موهبته، وتصبح أكثر عطاء”. 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى