“أم زمن” سائقة سيارة أجرة.. للنساء فقط

البصرة- خديجة الحمداني 

جربت السيدة البصراوية “أم زمن” أكثر من مهنة تساعدها على تخطي ظروف الحياة الصعبة إلى أن وجدت نفسها في عملٍ غير تقليدي بالنسبة للنساء في جنوب العراق هو قيادة سيارات الأجرة، متخصصةً بنقل “النساء فقط”.

البداية

قبل نحو سبع سنوات لم يكن واضحاً لدى “أم زمن” (42 عاماً) ما هي المهنة التي عليها أن تتعلمها كي تعيل أسرتها، كانت آنذاك قد انفصلت عن زوجها ولم تحصل على شهادة جامعية تؤهلها للتقدم إلى وظيفة حكومية. 

ولأنها تهوى السياقة لجأت إلى أختها لتوفير سيارة بنظام القسط باعتبار أن الأخيرة موظفة في دائرة حكومية توفر سيارات للعاملين من خلال الدفع بالتقسيط.

تقول “أم زمن” المعروفة بهذا الاسم بين أبناء المنطقة على الرغم من عدم إنجابها أطفالاً: ” بدأت بإيصال أهلي وأقاربي إلى أماكن عملهم أو إلى أية وجهة أخرى يقصدونها، بعدها بدأت نسوة الجيران تستعين بي لايصالهن أو إيصال أطفالهن فاتجه بهذه الطريقة عملي الجديد إلى خط أكثر جدية والتزاماً بمواعيد التوصيل مقابل أجور مالية”.

تطورات جديدة

مر سبع سنوات على عمل هذه السيدة سائقةً لسيارة أجرة، ولديها اليوم دفتر خاص تسجل عليه مواعيد لتوصيل نساء وطلبة المدارس وفق أجور متفق عليها.

وتتابع أن عملها بدأ يتطور أكثر، “أحياناً أقوم بتوصيل الطعام لحساب مطاعم أيضاً كما أعمل مندوبة لعدة محال تجارية أوصل البضائع إلى مناطق البصرة وأقضيتها ونواحيها ماعدا منطقتي الأمن الداخلي والقبلة داخل البصرة وقضاء الزبير الذي يبعد مسافة 45 دقيقة من مركز المدينة”.

وتوضح أم زمن أن متوسط دخلها اليومي يصل أحياناً إلى نحو 50 ألف دينار عراقي، وهو مبلغ يكفيها لسد حاجاتها الأساسية.

مشروع رابح

تجوب “أم زمن” شوارع مدينة البصرة طولاً وعرضاً، ومع أنها زبائنها جميعهن من النساء إلا أن ذلك لم يحمها من انتقادات المجتمع ومضايقاته، حتى الأقرباء أحياناً، باعتبارها واحدة من نساء قليلات يعملن في هذه المهنة.

وتقول هذه السيدة إن كلمات التشجيع قليلة، وأن “التنمر يأتيني حتى من قبل النساء، فالعديد من النسوة في محيطي الاجتماعي حاولن ثنيي عن العمل كسائقة بحجة أن هذا النوع من المهن مرتبط بالرجال”.

كما لا يخلو عملها من مشكلات تعترضها يومياً منها ما تلاقيه في الشارع من “تحرش لفظي” كونها امرأة تعمل سائقة أجرة، حتى وإن اقتصر العمل على إيصال النساء فقط.

لكن “أم زمن” وكردة فعل ربما على هذه الانتقادات تقوم بدعم نساء أخريات وتعليمهن قيادة السيارة. وتقول إن “السياقة هي مشروع رابح دائماً ومناسب للنساء كما للرجال”. وتتابع “جربت أفكار أخرى وطبقتها وعملت بها إلا أنها خسرت”.

وفضلاً عن عملها تسهم “أم زمن” في توزيع السلال الغذائية على العوائل المستحقة خاصة في فترة الحظر بسبب جائحة كورونا، وقد استطاعت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي جمع تبرعات للعوائل المتعففة وتوزيعها بشكل مباشر، وهو مشروع ما زال مستمراً إلى اليوم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى