مشروع صديق للبيئة في الأهوار لجذب السائحين

ذي قار- مرتضى الحدود
لم يمضِ على تشييده شهر واحد حتى استقبل عشرات السائحين الأجانب ليكون فكرة ملهمة قد تسهم في إنعاش السياحة في الأهوار جنوبي العراق من خلال مشاريع صديقة للبيئة.
“البيت الأهواري” مشروع صغير أقدم على تنفيذه رعد حبيب الأسدي، وهو شاب مدافع عن البيئة الأهوارية، أنجز بإشراف هندسي تخصصي يتيح للزائر الأجنبي والمحلي العيش داخل بيت مصنوع من القصب والبردي والطين كما هو حال السكان المحليين.
يقول الأسدي ذو الثلاثين عاماً والذي أمضى حياته في أهوار الجبايش شرقي محافظة ذي قار إنه يعمل من خلال هذا المشروع على جذب شخصيات دولية ومحلية مؤثرة الى هذه المنطقة التي تعد ملاذاَ للعديد من الحيوانات والطيور البرية، لكنها بدأت تعاني مؤخراً من الجفاف جراء سوء إدارة الملف المائي والمناخي.
بينما يقف الأسدي في قاعة طينية وسط البيت الأهواري كان يتحدث لمجموعة من الشباب الزائر عن مشروعه الجديد وعن الحياة في هذه البيئة.
يقول الأسدي للمنصة إنه باشر بهذا العمل منذ أكثر من شهرين مستغلاً احدى الاراضي المملوكة لأهله ومستعينا بأحد الشركات الهندسية الاهلية لتصميمه.
وبالفعل جرى تصميم البيت ليكون بيتا طينيا خالصا مع استخدام بعض الدعامات المعدنية لتقوية البناء، وصار يضم غرفا مشتركة تستوعب حوالي 20 زائرا مع قاعة للتباحث والنقاش مجهزة بشاشة عرض لمن يود الاطلاع على طريقة العيش في بيئة أهوار الجبايش والتنوع الاحيائي الذي يضمه هذا المسطح المائي وحجم التأثر الذي تعرض له بسبب المتغيرات المناخية.
المشروع الذي اختير له اسم “البيت الأهواري” لم يقتصر على الغرف الطينية والاسرة الخشبية بل إن كافة مستلزمات المعيشة في الداخل مصنوعة أيضاً من مواد بيئية، كالجرار وكؤوس الماء المصنوعة من الطين أو مراوح الهواء اليدوية المصنوعة من القصب.
ويؤكد الأسدي أن واحداً من اهداف هذا العمل هو إحياء المشاريع الصديقة للبيئة، قبرأيه “لا تقتصر مسؤولية الحفاظ على الاهوار على الجانب الحكومي بل تقع مسؤولية حماية هذه البيئة الطبيعية علينا جميعاً” وفقاً للأسدي.
ويضيف من جهة أخرى أن “نجاح هذا النوع من المشاريع يمنح السائحين الأجانب فرصة أن يكونوا قريبين من السكان المحليين وان يطلعوا على طريقة عيشهم وحياتهم اليومية”.
من شان هذا النوع من المشروعات أن يسد حاجة في المنطقة، فالفنادق التي يسكنها السائحون بمحافظة ذي قار تبعد عن الاهوار ما لايقل عن 100 كيلو مترا وهذا الامر لا يسمح لهم بقضاء ساعات طويلة في المسطحات المائية الطبيعية فهم يضطرون الى الرجوع الى سكناهم بعد جولة في الاهوار تصل الى ثلاث ساعات.
واعلنت وزارة البيئة العراقية منذ عدة ايام انها بحثت مع وفد دولي معني بالشأن البيئي لإنشاء 15 مدينة جديدة صديقة للبيئة من خلال المساحات الخضراء واستخدام الطاقات المتجددة في عموم المحافظات العراقية كواحدة من الخطوات لمواجهة المتغيرات المناخية.
رعد الاسدي أشار للمنصة انه لا يبخل على الاخرين ممن يريدون انشاء مشروع بيئي في الاهوار او توسعة مشروع البيت الاهواري بأي خبرة جمعها.
فالمشاريع السياحية بهذا الشكل وفقا للاسدي “يمكنها ان تزيد من مصادر عيش السكان المحليين وبنفس الوقت تربط منطقة الأهوار بخريطة السياحة البيئة العالمية”.