تمثال السيّاب: إهمال لسنوات.. ثم صيانة “رديئة”

البصرة- نغم مكي 

على كورنيش شط العرب في مدينة البصرة جنوب العراق يقف شامخاً تمثال الشاعر البصري إبن قرية جيكور التابعة لقضاء ابي الخصيب  بدر شاكر السياب الذي يعد رمزاً للشعر الحُرْ حتى أصبح تمثاله معلماً سياحياً يقصده أهل المدينة والسياح من مختلف البقاع. 

يرى أهالي المدينة في تمثال السياب جزءأ من هوية المدينة الثقافية، وقد صممه ونفذه النحات العراقي نداء كاظم عام 1970 ونقش عليه مقطع من قصيدة “غريب على الخليج”، ثبّتها على قاعدة التمثال. 

كغيره من أبناء المدينة فوجئ الحاج محمد بهيئة التمثال الجديدة، فقد اعتاد الرجل على التمشية كل يوم في الكورنيش أمام شط العرب للترفيه عن نفسه وتمضية الوقت. يقول: “عرجت قليلاً صوب التمثال لألقي نظرة عليه، فذهلت من تغير لونه بهذا الشكل بحيث طمست ملامحه بالكامل”، ملوحاً بيده اليسرى تماماً كما كان السياب يفعل قائلاً: “هذا رمزية مدينتنا  شلون يخربوه هشكل؟”.

صفحات التواصل الاجتماعي تناقلت خبر طلي التمثال بمادة “البوية” المستخدمة في طلاء الأحذية مما زاد من حنق الأهالي وتعليقاتهم العاضية، لكن حسن النجار معاون المحافظ ومدير بلديات  البصرة نفى ذلك جملة وتفصيلاً قائلا ان “طلاء تمثال السياب بمادة البوية عار عن الصحة وما أثير يراد منه التسقيط”.

وأضاف النجار: “ربما أغاظ البعض الإنجازات التي تقدمها بلدية البصرة في الفترة الأخيرة بشهادة أهاليها”.

أما بخصوص التمثال فعلق قائلاً إن “من قام بالعمل أيادي ماهرة صاحبة اختصاص لها باع طويل في هذا الجانب وتم ذلك باستخدام طلاء من منشأ رصين ومعروف بين الشركات مقاوم للظروف الجوية وبضمان يصل إلى عشرة سنوات”.

من جانبه، انتقد النحات البصري همام ثائر الحملة الي قامت بها بلدية البصرة واصفاً عملها بتشويه التمثال، موضحاً أن “المادة التي صنع وصب التمثال منها هي البرونز عالي الجودة وهي أفضل مادة تقاوم الظروف الجوية ولا تحتاج الى صيانة بهذا الشكل”.

وقال ثائر إن “صبغ بلدية البصرة للتمثال بمادة لا تتناسب مع  تماثيل البرونز تدل على قلة معرفة وتصرف فردي، وقد كان الاجدر ببلدية البصرة التواصل مع نحات تمثال السياب نداء كاظم او مع جمعية الفنانين التشكيلين قبل فعل اي شيء”.

وينوه النحات إلى أنه سبق وأن تم ترميم تمثال السياب مرتين قبل ذلك بإشراف صاحب التمثال نداء كاظم لكن من دون صبغه‬‬‬. ‬‏”تلوين وصبغ التماثيل يكون فقط للتماثيل المصنوعة من مادة الجبس وفايبرگلاس غير المقاومة للظروف الجوية‬‬‬، أما البرونز فيكتسب طبقة تحميه من الظروف الجوية ومن التآكل.‬” 

يختم النحات حديثه بالقول إن “الأجدر ببلدية البصرة الاقتداء بامانة بغداد التي تستعين أثناء أعمال الصيانة برأي  فنانين ونحاتين معروفين كصيانة نصب كهرمانة الذي اعيد ترميمه بإشراف النحات عبد الحميد العابد.

  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى