لاعبة الطاولة أثمار عقيل: لم تتجاوز الـ 11 سنة وترتيبها 11 عالمياً

ذي قار- مرتضى الحدود

في قاعة مغلقة تتحرك أثمار بسرعة وبيدها مضرب خشبي، تصد الكرة التي ترمى إليها بقوة من قبل زميلتها، وبأجزاء من الثانية تغير مكانها إلى الناحية الثانية من الطاوة استعداداً لصد الكرة القادمة.

أثمار عقيل البالغة من العمر أحد عشر عاماً، لاعبة كرة الطاولة، لم تكتفِ بتحقيقِ نجاحات كبيرة في سن مبكرة فحسب، بل استطاعت أيضا تحقيق إنجازات رياضية على المستوى الدولي.

هذه الفتاة التي نشأت في عائلة رياضية تهوى وتعشق كرة الطاولة كانت ترافق أباها واخوتها الى القاعة الرياضية في عمر الخمس سنوات وما أن بلغت سنّ السادسة حتى بدأت بمسك المضرب الخشبي وتحاول صد الكرات، هكذا هي بداياتها.

اليوم تقضي أثمار ما بين ثلاث إلى خمس ساعات يومياً في تدريب متواصل في مدرسة ذي قار التخصصية لكرة الطاولة صحبة أبيها الذي يعمل مدرباً في المدرسة الرياضية لكرة الطاولة والذي حقق إنجازات متواصلة في مسيرته، فأشرف على تدريب المنتخب الوطني العراقي وحصد مراكز متقدمة في هذه اللعبة على مستوى العالم.

تتحدث أثمار إلى المنصة ممسكة بمضربها الخشبي وفي باطن كفها تلك الكرة الصغيرة البيضاء. تقول إن ولعها بالرياضة حفزها لأن تكون مؤثرة في صديقاتها داخل المدرسة فهي في المرحلة الثالثة من الدراسة المتوسطة، يجدنها رفيقاتها فتاة “مختلفة” تمكنت من كسر الحواجز النمطية وحققت انجازاً في مثل هذه المدينة دون أن تصطدم بالعادات والتقاليد التي تكبّل حركة الفتيات.

تكمل حديثها بان مشاركتها الدولية في السنوات الاربع الاخيرة حصدت فيها الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية فضلا عن التسلسل الحادي عشر على مستوى العالم في هذه اللعبة.

المدرسة التخصصية الرياضية تمكنت ما بعد 2003 من جذب الفتيات ذوات التوجه الرياضي ممن يرغبن في تطوير مهاراتهن في مختلف الألعاب. وفي حالة كرة الطاولة، يتواصل المدرب مع اولياء امورهن واستحصال الموافقات النهائية على مشاركاتهن في بطولات عربية أو محلية ليضمن أن لا يضيع الجهد الذي يبذله في تدريبهن، وبهذا خرّجت هذه المدرسة عدة لاعبات حققن انجازات دولية.

تحاول اثمار ان تقسم وقتها ما بين الرياضة والدراسة فهي ترسم جدولا منظما لها بشكل يومي تقضي منه ما يقارب خمس ساعات في القاعة والمتبقي ما بين الراحة والدراسة وفي حال تزاحم يومها مع امتحان دراسي تعكس جدولها من اجل ان لا تضيّع وقت الرياضة.

وتعد النظرة المجتمعية للفتاة الرياضية واحدة من أبرز المعوقات للالتحاق بالرياضات النسوية فالتنمر على الفتيات الرياضيات او تجريحهن بالكلام يعرضهن للأذى النفسي كما أن هناك أندية رياضية لا تقبل بضم الفتيات في صفوفها.

هذه الفتاة الرياضية تمتاز عن غيرها من الفتيات الأخريات في المدرسة الرياضية بقدرتها على مسك المضرب الخشبي في يدها اليسرى وسرعتها في الاستجابة ومراوغة الخصم وهو ما يمنحها فرصاً كبيرة في تحقيق المزيد من الألقاب. 

مدرب المدرسة التخصصية ووالد “اثمار” عقيل جبار يوضح بان التحاق ابنته بالرياضة في سن مبكرة خلق لديها ذهناً صافياً من مشاكل الحياة والمعتركات اليومية ورفع من مستوى تركيزها وتلقيها للمعلومة الرياضة.

اولى مشاركات أثمار الرياضية كانت وهي في عمر سبع سنوات ببطولة كرة الطاولة لفئة الناشئين على مستوى العراق حصدت فيها المركز الاول.

ثم استمرت بتحقيق الانجازات فكانت لها مشاركة في بطولة غرب اسيا عام 2021 حصدت فيها المركز الثاني، أما بطولة العالم التي أقيمت في لبنان فحصدت فيها الميدالية البرونزية. 

وفي عام 2023 حصدت الميدالية الفضية في بطولة غرب اسيا والذهبية في البطولة العربية وكان مجموع ما حصدته من اوسمة دولية في مسيرة حياتها الصغيرة سبعة أوسمة.

ويرى المدرب جبار ان تصنيف أثمار العالمي في المرتبة 11 بين بقية اللاعبات في هذا العمر يعد إضافة رياضية جديدة للعراق فضلاً عن قدرتها على المراوغة باليد اليسرى، “فمن الصعوبة أن تجد لاعباً قادر على ادارة الكرة باليد اليسرى وهذه صفة سوف تخدمها كثيراً”.

وما زالت اثمار تطمح بحصد المزيد من الاوسمة والأرقام وتعمل جاهدة كي تتصدر المركز الأول في بطولة العالم المقبلة صابة تركيزها على رفع مستوى لياقتها البدنية وسرعتها في الحركة وتركيزها في صدّ الكرات بكلتا يديها.

 

أنجزت هذه القصة ضمن سلسلة مقالات بدعم من برنامج قريب، وهو برنامج اقليمي تموله الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) وتنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية (CFI)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى