“غرافيتي بغداد”: جداريات تخاطب الناس البعيدين عن المضمون الثقافي

المنصة- بغداد
“نحتاج إلى تنامي الوعي بحيث تشيع القيم المدنية والقانونية لحل النزاعات وليس العودة إلى الأساليب البدائية…”، “ما قيمة الشهادة المدرسية إذا كان حاملها غير متحل بالأخلاق الفاضلة..”، “الانتماء للعراق ليس مجرد انتماء لدولة، بل هو انتماء وولاء لأمة عراقية..”، هذه الجمل لشخصيات عراقية تم خطها ضمن مبادرة “غرافيتي بغداد” لرواق “بصمة بغدادية”، بتنفيذ عشرة أعمال من جداريات الغرافيتي الثقافي، خمسة منها في جانب الكرخ وخمسة أخرى في جانب الرصافة، في مشروع أنجزه عدد من الرسامين والخطاطين العراقيين.

المشرف على رواق بصمة بغدادية حسام السراي قال في تصريح للمنصة ميديا، إن “هذه المبادرة تجسيد لهدف من الأهداف التي تأسس من أجلها الرواق بأن تكون الثقافة ومضامينها متاحة للناس وقريبة منهم، وهو ما تحقق فعلاً وأعطانا مؤشرات عن أهمية مثل هذه المبادرات وما تخلقه من أسئلة وما تثيره وتحركه في ذهن المارة حينما تلفت انتباههم عبر الجمل التي تم خطها والطريقة الجمالية التي نفذنا فيها المبادرة”.

وأضاف “خضنا في ليالي ونهارات العمل التي استغرقنا فيها لأسابيع، العديد من الحوارات الجانبية، ويمكن أن نوجز من خلال هذه الأحاديث أن المجتمع اليوم، أو لنقل جزء غير قليل منه، مهموم ومشغول بأشياء أخرى هي التي تشكل حياته، وبعيد عن المضمون الثقافي وربما لا يصله أصلاً، سألنا كثيرون من هو فالح عبدالجبار ومن هو محمد مكية ومن هو رفعت الجادرجي، هذا هو الواقع في الشارع وهذه المبادرة جعلتنا بمواجهته.. ما قمنا به نواة لأعمال ومشاريع مقبلة، بما تمثله من طموح بأن تؤثر حتى في تفكير وسلوك الإنسان الذي تصادفه في شوارع بغداد”.

وتألف فريق تنفيذ المبادرة من الفنانين: محمد كاطع، يوسف مجيد، حيدر خيال، عمار الشمري، سجاد حسين، وبتصميم للأعمال من قبل الأكاديمي د.إياس العباس، وبمتابعة وتوثيق من الصحافي كوكب السياب، في حين كان المشروع من فكرة واختيار الشاعر حسام السراي.

وكانت الشخصيات المُختارة في المبادرة، هي: علي الوردي، محمد مكية، رفعت الجادرجي، فالح عبدالجبار، فوزي كريم، حيدر سعيد، زهير الجزائري، لميعة عباس عمارة، لاهاي عبدالحسين، محمد فاضل الجمالي.

ورواق بصمة بغدادية، هو رواق معني بالانتاج والتسويق الثقافي مقره في بغداد، تأسس عام 2024.

المبادرة لافت تفاعلاً إيجابياً من المارّة في المناطق التي رُسمت فيها الجداريات بجانبي الكرخ والرصافة، حيث يقول عدد منهم إنها منحت الشوارع مظهراً أجمل ومثلت تذكيراً بأبرز الشخصيات في تاريخ العراق المعاصر.

وقال محمد فاضل، أحد سكنة جانب الرصافة من بغداد للمنصة ميديا، إن “سكنة المنطقة تفاعلوا مع المبادرة منذ بدء أعمال الرسم الأولى، حيث كان الجميع ينتظر أن تكون الجدارية علامة فارقة في منطقتهم”.

وأضاف، “بعد إكمال العمل كانت النتيجة أجمل مما كنا نتوقّع والأجمل أن هذه الجدارية لم تكن الوحيدة كما علمنا، حيث كانت هنالك جداريات أخرى في منطقتنا ومناطق أخرى في بغداد”.

بدوره قال مؤيد حميد، وهو معلم في إحدى مدارس جانب الكرخ من بغداد للمنصة ميديا، إن “المبادرة ذكية حيث اختارت شخصيات معاصرة ولا تزال موجودة في المجتمع العراقي ولم تقتصر على الأشخاص الراحلين لإعطاء بعد واقعي للموضوع”، موضحاً “كمعلم أشجع طلابي على التعرف إلى الشخصيات السياسية والثقافية ليكونوا أقرب إلى هويتهم وانتمائهم”.
لمشاهدة مقاطع فيديو من المبادرة اضغط (ي) على الروابط التالية: