شهادات في الذكرى الرابعة لسقوط الموصل

في كل بيت قصة من قصص سقوط الموصل بيد تنظيم “داعش” في 10 حزيران/ يونيو 2014، نقرأ بعضها اليوم على جدران الفيسبوك، يدونها شهود من أبناء المدينة.
“لو كتبت ألف كتاب لا يغني عن وصف تلك الليلة”، كتبت نغم محمد عن تلك الليلة 9/10 حزيران/ يونيو.
“شاهدت الموصل تهرب باتجاه إقليم كردستان العراق سيرا على الأقدام، النساء والاطفال والرجال حتى المعاقين على كراسيهم المتحركة”.
في ذلك اليوم انسحب عشرات الآلاف من قوات الجيش والشرطة المحلية والاتحادية، أمام المئات من مقاتلي التنظيم الذين دخلوا المدينة من أطرافها الغربية قادمين من المناطق الصحراوية الغربية والجنوبية.
وتحت هول ما يجري نزحت موجات تضم مئات آلآف المدنيين من الموصل وسهل نينوى حيث يقطن الايزيديون والمسيحيون والشبك، الى الاقليم والبعض سلك الطرق الاقرب واتجه نحو المناطق الريفية في جنوب وغرب المحافظة.
د.علي اغوان استاذ العلوم السياسية كتب هو الآخر على فيسبوك: دخلت الموصل بعد احتلالها وكأنها مدينة يسكنها الموت في كل مكان ، الشمس مشرقة لكني لم أكن اشاهد سوى الظلام، وقلة من الارهابيين منتشرين في الشوارع، شاهدت اعلام داعش السوداء وكانها اعلام القراصنة والسراق والمجرمين الذين يظهرون في افلام هوليود”.
“لم اتكلم ولو لمرة واحدة مع أي داعشي على الإطلاق لكني كنت أسمعهم يتكلمون اللهجات السورية والسعودية والتونسية واللغة الانكليزية”
“في هذا الوضع اغلقت الجامعات والمدارس والدوائر والمقاهي وبدأت المرافق العلمية والخدمية والترفيهية تنهار وبدأ التضيق على الناس يزيد، هنا تنتهي شهادة أغوان.
في هذه الأثناء كان قد إنظم الالاف من المقاتلين الأجانب القادمين عبر تركيا ثم سوريا الى تنظيم “داعش” وعمد خلال هذه الفترة الى بيع النفط والاثار واجبار الناس على دفع الضرائب والغرامات لتمويل عملياته الارهابية.
وكتب سعد عامر أيضا أبعد من ذكرى السقوط، الى نتائج سيطرة التنظيم على المدينة، “فيما بعد، قطع داعش شبكات الهاتف نهائياً وبلّغ الأهالي بترك الهواتف النقالة والستلايت والاستغناء عن شبكات الانترنت ما أدى الى قطع العلاقة بين الداخل والخارج ومنع تكوين خلايا مقاومة لـداعش في المدينة”.
وبسبب الجوع والبطالة كثرت حالات السرقة والقتل والخطف ولكن تحت تعتيم إعلامي، الكثيرون خدعوا بالأمان المزيف الذي تبثه إذاعة (البيان) من إحدى بنايات جامعة الموصل والنقاط الاعلامية التي تبث افلام واصدرات معارك داعش” كما كتبها سعد عامر.
وفجر التنظيم المتطرف مئات الجوامع ودور العبادة والمواقع الاثرية والتاريخية ، وحكم على آلاف المدنيين بالقتل وصادر الأموال، ثم جرت الويلات على المدينة حتى الآن، لكن لم يتم محاسبة المسؤولين او القادة الأمنيين على ما جرى.
لذا ما زالت هناك مطالبات بتحريك ملف سقوط الموصل، ومحاسبة المسؤولين عن هذه النكبة، فقد طالب الناشط المدني حكم الدليمي بمحاسبة “الخونة ممن سلم المدينة الى مرتزقة داعش من سياسيين وعسكريين, ورؤيتهم على مشانق الاعدام لكي يحق الحق ويشفى غليل اكثر من 5 مليون نازح و18 الف شهيد و36 الف جريح”.
إن تحرير نينوى لم ولن يكتمل ما لم نتعلم الدرس ونعيد إعمار المحافظة فكريا ثم عمرانيا, يختم الدليمي.
وسائل التواصل الاجتماعي كانت أول وسائل المقاومة والاحتجاج ضد دولة داعش، واليوم تعود لتنشط في حملات مواجهة التطرف واعادة الاعمار، مثلما هي منصة مفتوحة لتدوين شهادات السقوط والحرب في الموصل