يصعب تنفيذها حتى على المهندسين: طفل من الناصرية يحاكي ابتكارات علمية

المنصة- مرتضى الحدود
طوال فترة الحظر الصحي كان “علي عصام” ذو الـ 15 عاماً منشغلاً بمحاكاة ابتكارات علمية وتطبيقات برمجية يصعب على من هم في جيله فهمها، فما بالك بتصميم نماذج منها.
يمتلك الطفل “علي” مستوى من الذكاء والتحصيل المعرفي أهله لدخول مدرسة الموهوبين بمدينة الناصرية، بمعدل تجاوز كثيراً جميع المتقدمين في سنّه.
بعد نجاحه من الصف الخامس الابتدائي خضع علي لاختبار من قبل لجنة حكومية سمحت له بالعبور إلى المرحلة المتوسطة دون قضاء عام دراسي في السادس الابتدائي بعد أن حقق مستوى عالٍ من الدرجات فاق المطلوب، ليلتحق بعد ذلك في الدراسة المتوسطة للموهوبين.
أهتم علي مبكراً بلغات البرمجة المفتوحة المصدر، وبتطوير أكواد برمجية خاصة للوح الأردونيو، وهو لوح تطوير الكتروني يتكون من دارة إلكترونية مفتوحة المصدر مع متحكم دقيق يبرمج عن طريق الحاسوب. ويمكن توصيل الآردوينو ببرامج مختلفة على الحاسب الشخصي، ويعتمد في برمجته على لغة البرمجة مفتوحة المصدر بروسيسنج.
ابتكارات صغيرة
يتكلم علي ومن أمامه منضدة وضع عليها بعض التطبيقات العلمية التي نجح في تنفيذها، وأولهما “رادار إلكتروني” مكون من عدة قطع يتم ربطها بشكل دقيق وربطه بجهاز الحاسوب من خلال “اكواد” برمجية معينة.
يقول علي: “هذا الرادار قادر على رصد الأجسام الغريبة والتي تكون على مقربة منه، وقد حددت مسافة أولية هي 40 سم كتجربة ويمكن تطبيقه على مسافات أكبر”. ويتابع موضحاً أن الرادار الذي صنعه يتحرك بزاوية تصل إلى 180 درجة يمينا ويساراً.
ويجد علي أن هذا “التطبيق يمكن تطويره ووضعه في إحدى زوايا المنزل الخارجية لرصد اللصوص إذا قاموا بالسطو وربطه بجهاز إنذار ليتم تنبيه من في المنزل بوجود خطر”.
ونتيجة للوضع الصحي التي عانت منه مدينة الناصرية من تسجيل إصابات كبيرة بين الأهالي، وتحديدا الجيش الأبيض من الكوادر الطبية والصحية، فكر هذا الصبي بإيجاد ابتكارا علمي يمكن أن يقي من الإصابة.
ونجح علي في تصميم حسّاس الكتروني يوضع على الكتف أو في اليد، مرتبط بموصل للطاقة أو بسلك مع الهاتف النقال، وعندما يتحسس وجود شخص بمسافة تقرب عن المتر والنصف يبدأ باطلاق صوت الإنذار بأن المسافة أقل من المقرر.
يستعرض علي في مقابلتنا معه المزيد من التطبيقات، منها قطعة كبيرة تشبه الكماشة البلاستيكية أسماها “الذراع الآلي” تمكن من شراء أجزائها من أسواق الخردة” وأوصلها ببعضها وأدخل عليها بعض البرمجيات ليمكنه التحكم بها عن بعد عن طريق “البلوتوث”.
ويشرح علي أن “هدف هذا الابتكار هو استخدامها في المصانع في بعض المهام الخطرة التي يمكن أن تهدد حياة العامل لمنع أي ضرر يصيب العاملين”.
لو تلقى الدعم المناسب..
نائب نقيب المهندسين في ذي قار علي محسن، يرى أن هذه الابتكارات العلمية ليست بشيء جديد في الوسط العلمي لمن تخرج من كليات الهندسة او التخصصات العلمية الأخرى وقام بتطوير نفسه، لكنها “مذهلة” بالنسبة لمن هم في عمر “عليّ”.
ويتابع: “طفل مثل علي وبعمره الصغير يقوم بالعمل على هذه التجارب والابتكارات فهذا يعني أنه يمتلك سوية علمية وقدرات ذكاء عالية، فعندما يقوم بتجميع الخارطة الالكترونية وتشغيلها وإدخال البرامج عليها فهذا بحد ذاته إشارة إلى موهبته الفذّة، ويمكنه لو تابع طريقه وتلقى الدعم المناسب أن يصل إلى اكتشافات علمية أوسع”.
“علي” لم يتوقف عند هذا الحد من التطبيقات، وهو يعمل حالياً على تجربة علمية خاصة بالتحكم الذاتي داخل السيارات، ويقول: “فكرة التجربة أن نساعد السائق بتفادي الاصطدام مع المركبات أو الأجسام القريبة منه عندما يغفل، وبالتالي حمايته من الحوادث المميتة”.