عاشق لفن التحنيط في ذي قار.. حوّل منزله إلى “غابة” ويحلم بمتحف

مرتضى الحدود- ذي قار

مشارط حادة وكمّاشات لتقطيع الأسلاك والمسامير هي أبرز الأدوات التي يستخدمها “حسن” منذ أربع سنوات تقريباً في تحنيط الحيوانات.

حسن نعيم العمري ذو الـ 29 عاماً والذي يسكن في قضاء الشطرة التابع لمحافظة ذي قار كان قد بدأ هوايته في تحنيط الحيوانات وهو طالب في المرحلة الثانية في كلية الزراعة عندما انتظم في ورشة عمل استغرقت يومين فقط كانت كفيلة لينطلق بعدها في مراحل أكثر تقدماً.

استمر حسن في تعلم مهنة التحنيط طيلة أيام دراسته ونال شهرة داخل أروقة الكلية فعرض عشرات الحيوانات المحنطة كي يدرسها الطلاب. 

ورغم أن تخصصه الدراسي كان في علوم التربة أعدّ بحث التخرج عن علم التحنيط،  فدرس مجموعة من المواد المستخدمة حالياً في تحنيط الحيوانات وقارن بينها وبين مواد أخرى طبيعية كان القدماء يستخدمونها.

ونظراً لتميّز بحثه نال حسن درجة الامتياز عند التخرج، ويقول “إن المواد التي عرضتها في البحث كانت منتجة من التربة الطبيعية وهي تعطي جثة الحيوان تماسكاً أكبر وتمنعه من التفسخ”.

خلطة جديدة 

حوّل “حسن” إحدى غرف منزله إلى ورشة للتحنيط مكتظة بالحيوانات، وكأنه يعيش وسط غابة مصغرة.

ويبيع هذها الشاب حيواناته المحنطة لأحد المراكز التجارية في بغداد، ويقول: “عادة ما أبيع أنواع محددة.. خصوصاً الذئب لما له من سوق رائج بين مقتني التحف”.

يستخدم حسن أدوات حادة لتمزيق جسد الحيوان أشبه بأدوات الجرّاحين كما يستخدم أدوات أخرى لتقطيع للأسلاك والمسامير ولتكسير عظام الحيوانات.

ونتيجة تعمقه في دراسة المواد المستخدمة بالتحنيط، عاد إلى المواد التي كان قدماء المصريين يستخدمونها، ثم أجرى تجارب جديدة على مواد مختلفة حتى وصل الى ما أسماها “خلطة جديدة” بكلفة مالية بسيطة “تحافظ على جسد الحيوان وتحميه من الطفيليات ولديها قدرة اكبر على امتصاص السوائل المتبقية في الجلد، فضلاً عن رائحتها النباتية العطرية”.

أحلم بمتحف

أكثر من 500 حيوان وطير وحشرة قام بتحنيطها حسن على مدار الأربع سنوات الماضية باع جزءاً كبيراً منها ويحتفظ بالجزء الباقي.

ويقول حسن إن أكبر جثة حيوان قام بتحنيطها كانت لقرد البابون ولابن آوى، لكنه حنط أيضاً العشرات من طيور طيور البومة والصقور والبط والأسماك.

وعادة ما يحصل حسن على حيواناته المحنطة من رحلات الصيد مع رفاقه أو عند موت بعض الحيوانات لدى بائعيها فيتلقى اتصالاً هاتفياً من قبلهم ليستلمها.

حلم يرنو إليه حسن، “أن تحتضن محافظة ذي قار متحفاً طبيعياً أجمع فيه حيواناتي المحنطة ويكون مركزا سياحياً للزوار ومركزاً علمياً للطلاب والباحثين”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى