من الموصل.. مبرمجة تطور يداً صناعية ذكيّة لمبتوري الأطراف

المنصة- خديجة الحمداني

“هدفي هو مساعدة ضحايا الحرب” تقول عبير بشار ذات الـ 25 عاماً المتخرجة حديثاً من قسم هندسة تقنيات الحاسوب في كلية الحدباء في الموصل وهي تشرح فكرة مشروعها الذي يمكن أن يحيي الأمل لدى شريحة فاقدي الأطراف بالعراق.

تقول عبير للمنصة “المشروع يقدم الفرصة لتحكم أفضل بالأطراف الصناعية البديلة عن المفقودة لدى هذه الشريحة، خاصة وأن العراق مر بالكثير من الحروب إضافة الى حوادث السير المتكررة يومياً وغيرها الكثير.. هذا المشروع يخلق أملاً من جديد لهم بعيش حياة أقرب للطبيعية”.

تشير الدراسات التي قامت بها وزارة الصحة عام 2016 بالتعاون مع منظمة المعوقين الدولية، وممثلي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أن عدد المعوقين في العراق بلغ أكثر من مليون شخص، تتراوح شدة إعاقتهم بين العجز الكلي والمحدود، وأن عدد معوقي الحرب والتفجيرات المنسوبين إلى هيئة رعاية معوقي الحرب بلغ 43600 مصاب، منهم 5600 من ذوي العجز الكلي، فيما بلغ عدد المبتورين 100 ألف تقريباً.

رسالة من الدماغ 

هذه الإحصائيات هي التي دفعت عبير الى محاولة المساعدة عن طريق تطوير اليد الصناعية إلى يد يتحكم بها الدماغ تقول، “كثرة الحروب والحوادث دفعني إلى التفكير بمحاولة مساعدة فاقدي الأطراف من خلال دراستي، كان مشروع تخرجي هو يد صناعية تعمل عبر إيعازات الدماغ”. 

وتشرح الأمر بقولها “اليد الصناعية مبرمجة ومربوطة بحسّاس يلبس في الرأس وهذا الحساس ينقل الإيعازات من الدماغ إلى اليد الصناعية، أي أن الإنسان الطبيعي ممكن يحرك أطرافه بشكل سريع وبدون تركيز أما من يستخدم هذا الجزء فيجب أن يركز قليلاً في الحركة المراد تنفيذها حتى ينقل الإيعاز بشكل صحيح من الدماغ إلى الطرف الصناعي، وهذا هو كل ما يحتاجه الامر”.

سنة من البحث

تتحدث عبير عما تطلبه المشروع من مستلزمات، تقول “البحث عن متطلبات المشروع وتنفيذه احتاج إلى سنة كاملة، أما الأدوات التي استخدمتها فهي الحساس الذي اضطرت لطلبه عبر الانترنيت من الولايات المتحدة الأميركية لعدم توافره في أي بلد آخر، واليد الصناعية مع برمجيات متخصصة.

وتتابع “المشروع يحتاج أولاً إلى دورة مكثفة في كيفية السيطرة على الطرف الصناعي عن طريق الحساس واختصاراً للوقت تدربت عليه أنا في البداية وجربته بنفسي”.

وتشير المبرمجة العراقية إلى أن هناك أكثر من محاولة شبيهة بمشروعها في العراق، “لكن عملي هو الأدق بشهادة الخبراء والأساتذة الجامعيين”.

وعلى الرغم من هذه الدقة ورغم تكلفة المشروع العالية بالنسبة لطالب جامعي إلا أن عبير لم تحصل على دعم حكومي أو خاص، “كل ما حصلت عليه هو تعليق من شخص ادعى انه تابع لمنظمة ولكن كان حديث فقط دون تحقق شئ على أرض الواقع”.

لدينا الأفكار 

يرى الدكتور سيف عبد الحميد مجيد الاختصاصي في أنظمة الإلكترونيات من جامعة الموصل أن مشروع التحكم باليد الصناعية عن طريق موجات الدماغ سيأتي بنتائج كبيرة ان حظى بدعم مناسب، خصوصاً لو كان دعماً حكومياً.

يقول الأستاذ الجامعي، “هناك أنواع متعددة من الحساسات يختلط قسم منها مع الجمجمة إلا ان ما استخدمته عبير آمن جداً ولا يؤثر على الدماغ بل يتعامل مع سطح الجبين فقط، لكنه رغم ذلك يحتاج إلى تدريب مستخدمه بشكل مكثف للتعامل معه”.

د. مجيد روى بفخر إمكانيات طلابه قائلاً، “لدينا أفكار مبدعة وطلاب مبدعين لكننا نفتقر إلى مراكز بحثية وفرص تبادل الخبرات مع الدول الأخرى وأيضاً إلى دعم حكومي مناسب، ولو توفر كل هذا سوف نخدم المعوّقين في بلدنا والمواطنين عموماً بشكل أفضل”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى