“الشيف آية”.. تصنع قوالب كيك ملوّنة.. وتتحدى قانون الجاذبية 

ورود صالح -المنصة

آية حسن، إسم قد يبدو مألوفا لمحبي الأشياء “الحلوة” والتحديات الممتعة أيضاً، فلا يوجد تحدي أفضل من المراهنة على كعكة بطول 100 سم، هل ستقع أم لا؟

“الشيف آية” كما تحب أن يطلق عليها تتخصص في صنع “كيك ضد الجاذبية” وبأشكال وأحجام مختلفة، وقد يصل الأمر بها إلى أن تتحدى نفسها حتى فتصنع مثلاً كعكة تحتاج إلى ثلاثة أيام من العمل، وقد تصل درجة الصعوبة في نقلها إلى حد كبير أيضاً.

كعكة لا تسقط

درست آية الفن التشكيلي والنحت الذي حاولت عن طريقه الخروج بمخبوزات تبتعد عن التقليدية. وبدأت قبل ثماني أعوام العمل على مشروعها بخبز الكعكات العادية بقوالب يعرفها أو يستخدمها الجميع.

تقول “في تلك الفترة كنت دائمة التفكير بما يمكن أن يطور الأفكار وينضجها، لذا بدأت بدراسة قانون الجاذبية لتطبيقه على كعكاتي.. كنت أريد لها طعماً لذيذاً وشكلاً مختلفاً أيضاً”.

وتعتمد “الشيف آية” في مخبوزاتها على تطبيق مبدأ الموازنة ما بين الكتلة والوزن لصنع كيكة ثابتة لا تسقط على الأرض اعتمادا على قانون الجاذبية. تقول “إن رأيت الكعكة من بعيد ستقول إنها واقعة لا محالة إلا أنها لا تقع خاصة وأنني وصلت إلى هذه المرحلة بعد عدة تجارب”.

قصص كرتونية

آية، الزوجة والأم والفنانة، تستوحي أعمالها من قصص كرتونية أو خيالية أو حتى واقعية ، وتصف عدة مجسمات من الكيك صنعتها تتميز بطعم يناسب ماتبدو عليه بحشوات مختلفة.

تقول “صنعت في مرة لوحة تشبه مشهداً من فيلم اجنبي تابعته كان يحمل اسم “غرفة رقم 1408″، الكيكة تمثل  لوحة جدارية تجسد سفينة تغرق في البحر”.

وتتابع “صنعت أيضاً مجسم القط توم وهي الكيكة الأصعب لكثرة تفاصيلها، فقد وصل طولها لأكثر من متر وتم نقلها لما يقارب الـ 29 كيلومترا ولم تسقط، كما صنعت علي بابا ينقذ الآثار، وكيكة تمثل بناية وزارة الصناعة والمعادن في بغداد، والذي شاركت بها في معرض الوزارة”.

ألوان مذهلة

تستخدم آية في أعمالها مواد بسيطة جداً جميعها متوفر في السوق، إلا أن التكلفة الأكبر على حد تعبيرها هي تكلفة الوقت، فصناعة كعكة واحدة قد تستغرق أحياناً ثلاثة أيام وربما أكثر.

وتصف مراحل صنع كل كعكة بأنها “مغامرة” بدءاً من مرحلة رسم التصميم والقالب والتقرير حول ما يمكن إضافته للتصميم المطلوب، وبعدها مرحلة تنفيذ المجسم ونحته، وهي المرحلة التي يدخل فيها الحديد والخشب إضافة إلى الألومنيوم والبلاستيك في بعض الأحيان بتنفيذها، أما المرحلة الأهم بحسب آية، فهي تحقيق التوازن بين كتلة الكيكة ووزنها. 

وتقول “صحيح أنني فشلت في البداية لكنني تمكنت من تصحيح الأخطاء بتكرار التجربة حتى تمرست تماماً في نحت الكيكات دون أن تسقط ، وها أنا أرى ثمرة تعبي تترجم على الواقع بألوان وأشكال مذهلة “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى