شاب عراقي يصنع كرسياً متحركاً يعمل بالأوامر الصوتية

بغداد – سارة القاهر
كرسي متحرك يعمل بالأوامر الصوتية مشروعٌ اختتم به الشاب المهندس محمد عزيز العميري سنوات دراسته الجامعية بعد أن قام بأكثر من تجربة إلى أن توصل إلى مراده.
العميري الذي تخرج تواً من كلية هندسة النفط والمعادن والذي يسكن قضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين غربي بغداد، يهوى البرمجة منذ صغره. واتسعت رغبته بتطوير وتصميم برامج معينة حتى قبل أن يدخل الجامعة بعد أن واظب على متابعة فيديوهات وكتب تتصل بلغات البرمجة.
يقول العميري، “صممت وأنجزت العديد من المشاريع البرمجية التي لقيت إقبالاً وحققت نجاحات جيدة، وكان آخرها، الكرسي المتحرك الذي صممته ليكون عوناً للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
ويضيف، “تعتمد حركة هذا الكرسي على الصوت عبر استخدام تطبيق معين على الهاتف المحمول، وهو سهل الاستخدام بالنسبة للمعوّقين أو المصابين بالشلل”.
فكرة المشروع
صمم العميري هذا الكرسي وقدمه مشروعاً لتخرجه من كلية هندسة النفط والمعادن، وأشرف على مشروعه أساتذة مختصون يتمتعون بخبرة عالية حسب وصفه.
يقول العميري إن مشروع تخرجه كان يهدف إلى تقديم منجز إنساني مفيد، وإن اختياره وقع على شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة لأنهم يمثلون شريحة واسعة في العراق.
ويوضح أنه حاول عبر مشروعه “إيصال رسالة إنسانية ومهمة بضرورة استخدام العلم والتكنولوجيا للارتقاء بالواقع الإنساني وخدمة الناس وتخفيف معاناتهم وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة منهم والذين هم بحاجة ماسة الى العون والدعم بشكل دائم”.
ويبين أن فكرة المشروع لقيت تأييداً كبيراً من الأهل والأساتذة وأن العمل عليه مدة 5 أشهر متواصلة من البحث والتجريب.
طريقة عمل الكرسي
صمم الشاب الكرسي ليكون سهل الاستخدام ويستجيب لأوامر التقدم والتراجع والتوقف بواسطة الصوت.
كما أن الآلية التي صمم وفقها الكرسي لا تسمح له بالحركة من خلال أصوات مختلفة بل من خلال صوت الشخص الذي يستخدم الكرسي، “وتتم استجابة الجهاز للصوت من خلال إدخال بصمة الصوت خمس مرات، ليتم التأكيد من صاحب الإعاقة، ويعتبر ذلك بمثابة الشفرة بين المستخدم والجهاز الكهربائي”.
تعرض العميري للفشل عدة مرات خلال عملية ضبط صوت الشخص واستجابة الجهاز للحركة والاستخدام الآمن للجهاز، لكن محاولاته تكللت بالنجاح أخيراً، منوها أن “الجهاز أصبح آمنا للغاية بعد عدة محاولات لتحقيق هذا الغرض، وقد أصبح الجهاز يرفض التحرك إلى مكان خطر حتى ولو أصدر صاحبه الأمر له بالحركة”.
يقول الخبير التقني سلمان حامد، “هذا الجهاز يعد واحداً من الأجهزة التي يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها خاصة وأنه كان تحت اشراف اساتذة مختصين في هذا المجال”.
ويشير إلى أنه “في حال تطور هذا المشروع مستقبلا، فإن تصميم هذا الكرسي سيسمح لذوي الاحتياجات الخاصة بالتخلي عن الأشخاص الذين يرافقونهم لما فيه من مزايا وخصائص تسمح لهم بالحركة في اتجاه والعودة بإطلاق اوامر للجهاز من خلال الصوت أو بصمة الموبايل المسجلة، اذ سرعان ما يستجيب الكرسي ويتحرك على الفور فيما لم يكن هناك أي خطر أمامه يعرض راكبه للأذى”.
آمال وطموحات
من الصعوبات التي واجهت الشاب محمد العميري في مشروع إنجاز الكرسي المتحرك، أن العمل تم في العام الماضي أي حين كان التعليم الكترونياً بسبب جائحة كورونا، الأمر الذي وضعه أمام العديد من المعوقات، وأبرزها عدم متابعة الأساتذة المشرفين على مشروع تخرجه لخطوات العمل إلا عن بعد، فضلاً عن صعوبة الحصول على المواد الأولية.
وبعد أن أثبت مشروع العميري نجاحه ونال الرضا والقبول من الجامعة يعرب الشاب عن أمله في أن تتبنى مشروعه شركة رصينة “من أجل تصنيع أعداد كبيرة من جهاز الكرسي المتحرك، لترسيخ ثقة المستخدمين بهذا الجهاز والاستفادة منه في حياتهم اليومية”، لافتا نظر أقرانه الموهوبين إلى “أهمية العمل والابتكار وألا يكون همهم البحث عن وظائف حكومية، لان النجاح والانجاز يقع خارج إطار المؤسسات والوظائف الحكومية”.