معرض بغداد الدولي للكتاب..فرصة يتطلع القرّاء لإنتهازها

فاطمة سمير- بغداد

ما أن تدخل إلى أروقة المعرض الدولي للكتاب حتى تتفاجأ بإعداد القراء والزائرين القادمين فمن مختلف المحافظات العراقية ومن خارج البلاد قاصدين دور النشر التي بلغ عددها هذه الدورة أكثر من 350 داراً عراقية وعربية وعالمية. 

أعداد كبيرة من الكتب بطبعات قديمة وحديثة تعتلي الرفوف لم يقلّل منها توجه جيل الشباب اليوم إلى قراءة الكتب الالكترونية كما تقول صبا للمنصة، وهي إحدى الفتيات القارئات اللواتي زرن المعرض أربعة مرات متتالية منذ انطلاقته في 14 شباط (فبراير) الجاري.

صبا طالبة جامعية مهتمة بقراءة الأدب، تذكر للمنصة أنها تزور المعرض مرة جديدة في يومه الأخير في 24 شباط (فبراير) للاستفادة من العروض الكبيرة التي تعلن عنها دور النشر، أما في الأيام السابقة فكانت تقلب عناوين دور النشر وإذا ما اعجبها كتاب سجلت اسمه على هاتفها النقال للعودة في الأيام الاخيرة وشرائه بسعر مخفض.

معرض بغداد الدولي للكتاب هو معرض يقام سنوياً في العاصمة العراقية ويستقطب كتباً لنخبة من أبرز المؤلفين ودور النشر المرموقة والمبدعين من مختلف أنحاء المنطقة والعالم.

وشهدت أيام المعرض منذ انطلاقه فعاليات ثقافية وحفلات توقيع كتب وأمسيات شعرية وفعاليات فنية وندوات وجلسات حوارية مع روائيين ومفكرين وصحفيين  عراقيين وعرب وأجانب.

من بين تلك الفعاليات كانت مبادرة “أقرأ” التي أطلقتها وزارة الشباب والرياضة خلال أيام المعرض. تخبرنا صبا عن المبادرة والتي تضمنت توزيع بطاقات قيمة كل منها 25 الف دينار عراقي يستطيع حاملها تبضع كتب بهذه الفئة السعرية من أي دار يريد.

معاون مدير عام دائرة الثقافة وفنون الشباب في وزارة الشباب والرياضة علي جاسم أكد أن هذه المبادرة مستمرة في جميع الدورات القادمة بسبب الإقبال الكبير عليها إذ كان من المقرر توزيع حوالي ألف بطاقة يتم تقسيمها على عدد أيام الأسبوع.

وأضاف جاسم “بسبب الإقبال المتزايد قمنا بزيادة العدد إلى ألف وخمسمائة بطاقة مخصصة لليافعين والشباب من عمر 12 عام إلى 35 عاماَ لتشجيعهم على القراءة، وفي اليوم الأخير نفذت البطاقات جميعها”.

ويشير جاسم إلى أن هذه المبادرة تستهدف الطلاب في الدرجة الأساس لمساعدتهم على اقتناء الكتب الدراسية وليست الأدبية فحسب إذ شهد اليوم القبل الأخير حضور خمسين طالب وطالبة من كلية الهندسة وحصولهم على هذه القسيمة لشراء كتب في مجال اختصاصهم.

وأضاف المعاون أن هذا المعرض هو للكتب فقط على عكس معرض النجف الذي تضمن نشاطات أخرى. 

أما صبا فتبدو سعيدة من حجم التخفيضات على الكتب عموماً إذ قدمت بعض دور النشر كوبونات حسم وصلت إلى أربعين بالمائة، “هذا شجعني على اقتناء كمية كبيرة من الكتب ابتداءً من كتب الأطفال وحتى الفلسفة والأدب”.

تختم صبا حديثها وهي تحمل بيديها كيساً مليئاً بالكتب بالقول إنها تأتي للمعرض لغرضين الأول هو شراء الكتب أما الثاني فهو الاستمتاع بالأجواء الثقافية وتوفّر فرصة اللقاء الشخصي بكتاب وكاتبات لطالما قرأت لهن وأعجبت بأعمالهم، وهم اليوم في بغداد يتبادلون الحديث مع القراء في أروقة المعرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى