مصنع للسيقان في نينوى .. ليبتسم محمد ورفاقه
مر نحو عامين على إصابة محمد التي أدت الى بتر ساقه اليمنى، لكنه لم يجد ساقا اصطناعية بديلة تعينه على المشي من دون التعكز على باكورتين.
منذ ذلك الحين وهو يمني النفس في الحصول على ساق بديلة عن التي فقدها، وقد وفرت له منظمة الصليب الاحمر ذلك، حيث إفتتحت مصنعا للأطراف الصناعية في نينوى التي خلفت الحرب فيها جيشا من المعاقين، دون الحاجة للسفر الى بغداد والسليمانية.
“راجعت مصنع الأطراف وأجريت الفحوصات ووعدوني بصنع ساق لي خلال اسبوع” يقول محمد لمنصة الموصل الاعلامية MMP، وهو ينظر الى طرف بنطلونه اليمين الذي يلعب فيه الهواء.
خلفت الحرب لطرد تنظيم داعش من الموصل – 17 تشرين الأول 2016 وحتى 10 تموز 2017 – ٢٨٠٠ معاقٍ في نينوى بحاجة الى أطراف صناعية، ٦٥% منهم نتيجة العمليات الحربية و٣٥% نتيجة حوادث اخرى” يقول الدكتور فلاح مدير عام صحة نينوى.
عمل الصليب الاحمر لمدة أربعة أشهر لإفتتاح المصنع، مثله مثل كثير من المشاريع سريعة الإنجاز لكن قطاعات الدولة العراقية المعنية ما زالت عاجزة أو متعاجزة عن فعل شيء حيال المعاقين.
“في الوقت الحالي نحن نستقبل المعاقين الذين بترت ساقهم من تحت الركبة، وسنفتتح في الايام المقبلة صناعة اطراف ومساند فوق الركبة” تقول سهى العيسى المساعد الوطني في الصليب الاحمر.
هناك اكثر من عشرين ألف شخص في الموصل بحاجة الى خدمات تأهيل وهم بمختلف أنواع الإعاقة، منهم اكثر من ٤٥٠٠ شخص هم من مبتوري الاطراف” تضيف سهى.
من الواضح أن هناك فارقا كبيرا في إحصائيات المعاقين في نينوى التي اعلنها مدير الصحة والصليب الأحمر، لكن أيا كان الرقم الحقيقي فإن المصنع الجديد يعده محمد ورفاقه تحقيقا لأمنيتهم التي كانت قبل أيام صعبة التحقيق.
في هذه الأثناء، ينتظر كادر المصنع إخلاء رئاسة صحة نينوى لبناية المركز الأصلية للإنتقال إليها وتوسيع إنتاج الأطراف والمساند والعلاج الطبيعي، ليحصل بقية المعاقين على أطراف ويخرجوا وهم يحاكون الأبتسامة التي إرتسمت على وجه محمد وهو يجرب لأول مرة المشي على ساقه الجديدة.