صانعة الدمى العراقية: أعطني صورتك واحصل على دمية تشبهك! 

سمر ربيع- المنصة

ترسل لها صورة فوتوغرافية فتعيدها لك على شكل دمية محشوة بالقطن مشابهة لملامح وملابس الشخص صاحب الصورة. هذا ببساطة هو عمل السيدة فاطمة الربيعي الذي اتقننته منذ سنوات وتميزت فيه على مستوى العراق.

لكنه ليس بالعمل البسيط، فقد تطلب منها سنوات من التدريب المستمر إلى أن تمكنت من افتتاح صفحة تسويقية لمنتجاتها على منصات التواصل الاجتماعي تروج من خلالها لدماها التي لاقت إقبالا واسعاً من العراقيين، بل صار لها زبائن من خارج البلاد.

فاطمة، الخياطة منذ الصغر والرسامة، والتي تقضي معظم يومها أمام ماكنتها وأقمشتها الملونة، بدأت مشوارها في صناعة الدمى المجسدة للشخصيات عندما طلبت ابنتها منها صنع دمية مشابهة لواحدة معروضة في واجهة أحد المحال التجارية. 

تقول: “عندما كنت مسافرة خارج العراق أنا وعائلتي جذبت ابنتي دمية غريبة ومختلفة عن الدمى المعتادة وسألتني ان كنت استطيع تنفيذها بحكم عملي كخياطة وكنت قد صنعت بعض الدمى لأولادي لكن بشكلها التقليدي”.

وأضافت الربيعي: “أجبتها بنعم سوف أصنع واحدة لك حال عودتنا، وفعلاً صنعت واحدة مشابهة لها في الملابس والشعر والاكسسوار، وبنجاح هذه الدمية جهزت عدداً منها وعرضتها للبيع ولاقت إقبالاً لم أكن اتوقعه، فبيعت جميعها في وقت قياسي وبدأت الطلبات تأتي إلى الصفحة بأستمرار حتى من خارج العراق”. 

هل هذا أنا؟

بدأت فاطمة مشروعها بصناعة دمى تخطف القلوب عند رؤيتها، فهي تقريباً من دون ملامح تذكر، فقط نقطتان كبيرتان سوداوتان ترمزان إلى العينين، لكن تفاصيل قصة الشعر ونوعيته ولونه إلى جانب الملابس وحركة الجسد الموجودة في الصورة المطبقة، تجعلك تقول: هل هذا أنا فعلا؟. 

وتعاني فاطمة شأنها شأن الكثيرين من فناني الحرف اليدوية في العراق من مشكلة عدم توفر جميع المواد الأولية اللازمة، مبينة أن” المواد الاولية التي احتاجها عادة غير متوفرة في البلد لذلك ألجأ الى استيرادها الأمر الذي يزيد من سعر الدمية بسبب إضافة تكاليف شحن المواد، وعادة مااستورد الشعر الخاص بالدمى وبعض الاكسسوارات”.

وأضافت: “فيما يخص الاقمشة الخاصة بملابس الدمية والتي يجب ان تشابه ملابس الشخص في الصورة، يتم شراءها من السوق المحلية، وفي حال عدم توفر النقشة او اللون أقوم برسمها على القماش بأستخدام ألوان خاصة ذات جودة عالية لاتتغير أو تزول عند غسل القطع، أما الحذاء فأقوم بتصميمه وتنفيذه بنفسي”. 

صفحة للأم.. وصفحات للبنات 

هذه القطع الابداعية التي تلامس قلوب مقتنيها تختلف أسعارها بحسب الحجم وكثافة العمل، حيث تدقق فاطمة على “تفاصيل التفاصيل” وتوضح أن “بعض الدمى تكون صغيرة الحجم لايتعدى طولها 15 سم وتستخدم عادة كتعليقة سيارة أو ميدالية مفاتيح، وبعضها يصل طوها إلى 35 سم أو اكثر بحسب طلب الزبون”.

وتضيف فاطمة بينما تركب شعر إحدى دماها الجميلات أن “بعض تفاصيل خياطة الملابس تكون متعبة وتحتاج إلى الكثير من التركيز والعمل مثل بدلة العرس التي تحتاج الى إبراز كل تفصيلة فيها لتحاكي الواقع أكثر وبذلك يزداد سعر القطعة”. 

ولايقتصر عمل فاطمة على الدمى وخياطة الملابس والرسم فقط، فهي تجهز ثيمات أعياد الميلاد والمناسبات الخاصة وتصمم الزهور الورقية العمودية والأفقية، كديكور منزلي داخلي وبأحجام متنوعة يصل طول بعضها إلى أكثر من 150 سم وتنفرد فاطمة على مستوى البلد بهذه الاحجام الكبيرة.

وشاركت صانعة الدمى العراقية، بالعديد من البازارات المحلية ومهرجانات الحرف اليدوية وتأمل ان تمتلك يوما ما معرضاً أو ورشة خاصة بها لعرض وبيع دماها وما تنتجه من أعمال يدوية وفنية.

بنات فاطمة ورثن منها حب العمل اليدوي أيضاً، تقول:”ابنتي الكبيرة تسكن في األمانيا ولديها صفحة تسويقية وتعمل بصناعة الكعك (الكيك)، وأختها الثانية لديها صفحة أيضاً لصنع الكعك بعجينة السكر وبشكل احترافي داخل بغداد، أما ابنتي الصغيرة والتي لاتزال طالبة مدرسية، فتعمل في مجال الفنون اليدوية بكل أنواعها”. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى