لقاء فريد من نوعه يجمع التوائم في الجنوب العراقي
العمارة- مهدي الساعدي
التقى التوأم سلوان ومروان وهما شابان في منتصف عقدهما الثاني من العمر قدِما من مدينة الحلة وسط العراق، بعشرات التوائم الآخرين من مدن عراقية عديدة لحضور لقاء يلم شملهم، في مهرجان هو الأول من نوعه في العراق يختص بجمع التوائم.
المهرجان الطريف من نوعه والذي يصعب فيه تمييز الشقيق عن شقيقه، أطلقه ناشطون مجتمعين في مدينة العمارة جنوب شرق العاصمة بغداد، ونجح بجمع العشرات من التوائم المتشابهين فقط من مختلف المدن والمحافظات العراقية.
صاحب فكرة المهرجان المحامي حازم رزاق يقول في حديثه لـ “المنصة” إنه كان يبحث عن فكرة جديدة لتنظيم فعالية في العمارة، المدينة الجنوبية المهمشة التي تفتقر إلى الحركة الاقتصادية والسياحة النشطة.
“فكرت كيف يمكن أن ننظم مهرجانات يضع مدينتنا على قائمة المدن العراقية التي تنظم فعاليات مجتمعية وثقافية، وجاءت فكرة جمع التوائم المتشابهة لجمع الناس حول فكرة جذابة، ولتسليط الضوء للمرة الأولى على شريحة التوائم”، يقول حازم رزاق.
الإعداد لفعاليات المهرجان أخذت من حازم ورفاقه شهوراً من التخطيط والتنظيم والتنسيق، لتوفير جميع مستلزمات إنجاحه وللعمل على جذب وافدين من مدن عراقية أخرى.
يقول حازم: “بعد الاتفاق مع مجموعة من الشباب والناشطين، وبالتنسيق والتعاون مع دوائر الدولة في المحافظة، حددنا موعداً لأنطلاق المهرجان ووجهنا دعوات لتوائم المحافظة، وأعلنا عن التسجيل عبر مواقع التواصل لتوائم المحافظات الاخرى، كما وجهنا دعوات لفنانين معروفين على المستوى الوطني للحضور والمشاركة في فعالياته”.
شارك في المهرجان خمسون توأماً حقيقياً من عدة محافظات ومدن عراقية، مثلوا مختلف الأعمار من كلا الجنسين، وتضمن المهرجان عدة فعاليات منها مسابقة الاناقة واختيار الزي الاجمل، والمواقف الغريبة والطريفة التي تعرض لها كل توأم.
ويعلق حازم على التحضير لتلك النشاطات بالقول: “أردنا للمهرجان أن يكون نوعياً من خلال إضافة البهجة وروح المرح، وذلك من خلال فقرات عدة منها المواقف المحرجة والمضحكة التي يتعرض لها التوأم لتشابههما التام، بعد أن اشترطنا على جميع التوائم المشاركين بتوحيد ملابسهم واكسسواراتهم وتسريحة الشعر الخاصة بهم”.
تنوع الحاضرين في المهرجان وتواجد فنانين عراقيين معروفين أسهم في نجاحه كما زاد من عدد الحضور التكريم الذي أجراه المنظمون لأساتذة جامعيين ومديري دوائر وناشطين ساهموا في خدمة المجتمع الجنوبي.
الفنان باسم البغدادي أحد الحاضرين المميزين للمهرجان يقول في حديثه لـ “المنصة”: “كنت مصدوماً من ذكاء طرافة الفكرة، أما التنفيذ فكان مميزاً جداً رغم الإمكانيات البسيطة لشباب يحبون محافظتهم”.
وجود العشرات من المتشابهين في كل شيء من الملبس إلى تسريحة الشعر، وتجمّعهم في مكان معين مناسبة تلفت الانتباه ولم يسبق حدوثها في مكان وزمان واحد في العراق، رأى فيه الكثير من الحاضرين نشاطاً إنسانياً واجتماعي وسياحياً وضع مدينة العمارة في مكان مميز رغم الإهمال الذي يطالها.
يقول البغدادي لـ “المنصة”: “ميسان الجميلة ومدينة العمارة الحبيبة، مدينة الشعراء والمثقفين والفنانين حلوة ببساطتها وجميلة بأهلها. ورغم التهميش وعدم الاهتمام بها من قبل الحكومات السابقة والحالية، وعدم الاهتمام بأعمارها، لكن أهلها الشرفاء أضافوا جمالية لها من خلال أنشطتهم الفاعلة”.
تكريم الفائزين والمشاركين في المهرجان بصمةُ زادت من حماس التوائم للقدوم والمشاركة، بما فيها من اتاحة فرصة حقيقية للتعارف بينهم وبين الفنانين من جهة، ولم شمل متشابهي بغداد والكوت والحلة وغيرها من المحافظات والمدن العراقية التي سجلت حضورها عبر توائمها أيضاً.
التوأم سلوان ومروان أوضحا في حديثهما لـ “المنصة” أن “مشاركتنا في مهرجان التوائم في ميسان فتحت لنا افاق عديدة منها اللقاء والتعارف مع التوائم الآخرين من محافظات ومدن عراقية وانشاء مجموعات للتواصل وتنظيم فعاليات أخرى في المستقبل”.
عاد التوأم الحلي سلوان ومروان إلى مدينتهما، كما عاد غيرهم من المشاركين بعد حضورهم المهرجان، وهما يحملان تكريما ميسانياً وذكريات ستكون حاضرة في أحاديثهما لأمد طويل، ومواقف سيتسامران بها عن لقاء جمعهما بغيرهما من المتشابهين من عموم العراق.
وعلى حد قول حازم منظم المهرجان وقولهما، “لم تنته مهرجانات المدينة الجنوبية بل سيكون لقاء المتشابهين فيها نقطة انطلاق لإقامة مهرجانات أجمل”.