الستيفيا عشبة اقتصادية بديلة عن قصب السكر  

مهدي غريب _ بغداد 

لم يترك بشير النجفي، طالب الدكتوراه في كلية الزراعة، أي تجربةٍ متعلقةً بنبات الستيفيا إلا وطبّقها إلى أن استطاع تكييف هذه العشبة مع العيش في بيئة العراق لتكون بديلاً عن محليات طبيعية وصناعية تستنزف كميات هائلة من المياه لتعيش. 

يزرع نبات الستيفيا الذي يصنف من النباتات المعمرة في المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية ويتطلب نموه وفرةً في المياه وإضاءة عالية، لكن بعد ان ينمو لا يحتاج سوى إلى الري بالتقطير حتى يعيش. 

ويصل عمر الستيفيا لسبع سنوات ويتم حصده كل ثلاثة أشهر في حال تم استنباته من الأوراق، وتسعة أشهر في حال تمت زراعته من البذور. ويصل ارتفاع النبتة إلى نحو 60 إلى  70 سم وقت الحصاد.  

يقول بشير النجفي “نبات الستيفيا هو نبات مُحلّي وبديل عن كل المحلّيات الصناعية المضرة بالصحة وبديل بشكل رئيس واساسي عن المحليات الطبيعية كقصب السكر وبنجر السكر” موضحاً أن هذا النبات لا يستنزف المياه في ريه كباقي النباتات التي تكون جذورها ضاربة عميقا في التربة. 

ويعاني العراق من ازمة جفاف كبيرة بسبب الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية بالإضافة إلى قطع وتغيير مجرى الأنهر من دول المنبع تركيا وايران مما زاد نسبة التصحر والجفاف، إذ إن 90% من منابع الأنهار التي تجري في البلاد تأتي من خارج أراضيها، ليؤثر ذلك على الزراعة.  

تتكبد الأراضي الزراعية خسائر كبيرة بسبب قلة المياه تقدر سنويا بحوالي 100 الف دونم من الأراضي الزراعية، لتتحول المناطق الوافرة زراعياً الى مناطقَ صحراوية وقد تتمدد رقعة الصحراء في العراق الى مديات أكبر في ظل السياسات المائية المتبعة من دول المنبع. 

يمثل نبات الستيفيا النبات الأكثر ملائمة مع هذا الوضع ومع سيسة العراق المائية المتبعة في الفترة الأخيرة والتي تحث المزارعين على الري بالتقطير والبحث عن نباتاتٍ اقتصاديةٍ بديلة عن تلك التي تستهلك مياه كثيرة.    

ينمو نبات الستيفيا في بعض المناطق العراقية التي تكون اجوائها معتدلة بسير تمكن من زراعة حقل في جنوب بغداد رغم ارتفاع درجات الحرارة، وذلك كمرحلة أولية من التجربة.  

يقول بشير “زرعنا الستيفيا في بغداد ونجحت التجربة، وسنخوض تجارب جديدة في المحافظات الرطبة مثل محافظة كركوك واربيل وبقية المحافظات الشمالية”.

ويضيف أن “الجهود الذاتية لم تقدم نتاجاً على مستوى كبير لذلك نحتاج دعماً حكومياً لاستحصال أراضٍ والزراعة فيها حتى يكون الإنتاج على مستوى أكبر ونسد احتياجات السكر بشكل كامل”. 

وبما أن الستيفيا مادة طبيعية للتحلية، فمن المرجح جداً بحسب بشير أن يتزايد استخدامها على المستوى العالمي، و”ذلك لنمط حياة صحية خالية من الآثار السلبية للسكر الابيض”.

ولهذه العشبة فوائد كثيرة خاصة لمرضى السكر فتناولها لا يؤثر على نسبة السكر في الدم، وذلك لعدم امتصاص جزيئات الستيفيا في الدم مثل الجلكوز كما أنها تحتوي على عدد من المركبات المضادة للأكسدة، مثل الفلافونويد والتربينات، وهي غنية بالبروتين والحديد والبوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم وفيتامين A وC . 

ويؤكد بشير أنه وبعد جهدٍ كبيرٍ وتواصل مع خبراء في اوروبا تمكّن بمواد مختبريةٍ اولية بسيطة ان يحضر عشبة الستيفيا وتكون جاهزة للاستعمال وخالية تماما من اي موادٍ مضرة. 

تجربةٌ منزلية ناجحة مكنت طالب الدكتوراه العراقي ان يسوق فكرة منتجه الستيفيا في الأسواق المَحلية الكبيرة في بغداد، وهو اليوم بصدد تأسيس فريق يعمل على زراعتها بمساحات أكبر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى