مصمم دراجات هوائية عراقي يستلهم تصاميمه من حركة الحيوانات
سارة القاهر- بغداد
يستيقظ مصطفى عند الساعة 12 ظهراً، ليس لأنه من الكسولين، لكنه يستفيد من ساعات الهدوء طوال الليل وحتى مطلع الفجر ليعمل على تطوير تصاميم جديدة للدراجات الهوائية، ثم ينام بضعة ساعات ويتجه بعدها إلى عمله في إحدى شركات تصميم الديكورات في حي الجامعة في بغداد.
يبعد مكان العمل عن منزل مصطفى حوالي العشر كيلومترات، يقطعها كل يوم ذهاباً وإياباً مستخدماً دراجته الهوائية، فهي وسيلة النقل المعتمدة لديه منذ كان طالباً جامعياً ولا يمكنه الاستغناء عنها مهما حصل على حد تعبيره.
يبلغ مصطفى حمزة من العمر ٢٤عاماً، وهو خريج كلية الفنون الجميلة قسم التصميم الصناعي، يعيش مع أهله في حي الاعلام في الجنوب الغربي من بغداد بجانب الكرخ. يقول “بدأ حبي لتصميم السيارات والدراجات الهوائية منذ كنت طفلاً، كنت اتابع كل الاخبار التي تخصها حتى أصبحت أعرف كل انواع السيارات وكافة موديلات الدراجات، ومن ضوء السيارة استطيع ان اعرف نوعها”.
عندما كان طفلاً كان مصطفى يجلب سيارات صغيرة ويقوم بتغيير ألوانها وإجراء تعديلات على تصميمها وكان يصنع دراجات هوائية من مواد متوفرة في المنزل، وعندما كبر بدأ بتطوير موهبته وأخذ يصنع نماذج لسيارات من الورق المقوى وينفذ تصميماته من خلالها كما بدأ بصنع نماذج مبتكرة لدراجات هوائية.
“أحسست أن هناك شيئاً يجذبني لهذا العالم، فكل سيارة أو دراجة أقوم بتصميمها تكون مميزة عن تلك التي أراها في الشارع، ولقد وجدت دعماً كبيراً من قبل أهلي وأقاربي ومن قبل الناس للعمل الذي أقوم به” يقول.
ساعدت دراسة الفنون الجميلة هذا الشاب على تطوير موهبته وكان دخوله إليها عن طريق الصدفة كما يروي لنا، “لم تكن ببالي يوماً فأهلي كان يرغبون أن أدرس الطب، لكن دراسة الفنون لعبت دوراً كبيراً في تطوير عملي لأزاوج بين عالم الفن وعالم التصميم في آن واحد”.
يستوحي مصطفى تصاميمه من أشكال الحيونات وحركة أجسامها، فكان أول تصميم نفذه لسيارة كهربائية مستوحاة من طائر البومة، ولقد صمم كل أجزائها الداخلية والخارجية مستلهما شكل وحركة هذا الطائر.
أما عن اختياره للبومة، فلأن “حركتها أثناء الطيران هادئة، لا تصدر صوتاً لرفيف الأجنحة، وكذلك هي السيارة الكهربائية، لا تصدر صوتاً أثناء حركتها، وهذا وجه الشبه بين التصميم والحيوان المستوحى منه” يقول.
وبالرغم من أن موهبة هذا الشاب لم تعثر بعد على جهة راعية لتمويل التصاميم التي ابتكرها ونقلها إلى مرحلة البيع في السوق، إلا أن مصطفى حصد لحد الان عدد من الجوائز على مستوى العراق وتركيا فضلا عن حصوله على جائزة أفضل مشروع تخرج في كلية الفنون الجميلة سنة ٢٠٢١.
كما شارك أيضاً في مهرجان” أوتو شو” على أرض سندباد لاند الذي استضاف أضخم حدث للسيارات النادرة والمميزة وحصلت فيها على جائزة أفضل تصميم.
ونظراً لصعوبة خوض مجال السيارات في العراق حيث لا وجود لهذه الصناعة، يركز مصطفى بالوقت الحالي على صنع الدراجات الهوائية ويصف نفسه بأنه “أول مصمم دراجات هوائية في العالم العربي”.
يحلم مصطفى بتطوير عمله أكثر وافتتاح ورشة خاصة بصناعة الدرجات، وبأن تكون لديه أول شركة عراقية خاصة بتصميم الدراجات الهوائية. “أريد أن أكسر الشكل التقليدي للدراجة الهوائية وأن أحقق أفضل النتائج من حيث التصميم والحركة” كاشفاً أنه انتهى للتو من تصميم دراجة كهربائية “فيها مميزات لا يمكن أن نجدها في أي دراجة أخرى”.