بغداد مرسومةً بالزهور في مهرجانها السنوي
بغداد – سارة القاهر
وسط أجواء ربيعية مشمسة افتتحت أمانة العاصمة في بغداد مهرجان الزهور السنوي بدورته الثالثة عشرة بمشاركة 14 دائرة من الدوائر البلدية اضافة الى اصحاب المشاتل من القطاع الخاص.
وأضفت مشاركة 11 دولة عربية وأجنبية في المعرض طابعاً مميزاً من خلال عرضها انواعاً من الزهور النادرة بعضها مخصص فقط للعرض وجزء آخر للبيع.
مهرجان الزهور الذي جاء هذه االسنة حاملاً شعار “بغداد.. زهور وإعمار” يأتي بحسب منظمين “لاشاعة أجواء السلام والجمال وابراز أهمية الزهور في تحسين الواقع البيئي والنفسي”، شاهداً على حضور لافت مقارنة بالدورات السابقة.
فلأول مرة تدخل حافلات النقل الى متنزه الزوراء بعد ان كان وقوفها يقتصر عند الباب الخارجي في الدورات السابقة، وذلك تسهيلاً لحركة الزائرين، وقد استمر دخولها محمّلة بمئات الزائرين من مختلف الأعمار حتى منتصف الليل.
ندى البالغة من العمر 20 عاما ترجلت من السيارة فور وصولها مكان عرض الزهور. كانت عندما قابلناها تتوسط الأزهار وهي تأخذ نفسا عميقا، ثم تتحرك لتلتقط عبر جوالها صوراً شخصية لها بين الزهور الخلابة.
تقول الفتاة الجامعية: “انا انتظر كل عام هذه الاحتفالية الرائعة، فهي تسرقني من الضغوطات اليومية والأعباء الحياتية وتأخذني إلى عالم آخر، عالم الورود الجميلة والألوان الخلابة”. واضافت “في هذه الاجواء الساحرة أعثر على فرصة للاستجمام والشعور بالسلام”.
اعتادت ندى في كل عام على شراء زهور ونباتات من الشركات المشاركة لتبقى ذكرى جميلة حسب قولها، منها شركات زهور سورية ومصرية ولبنانية شاركت في المهرجان، إضافة إلى شركات المانية وهولندية وإيرانية وعشرات المكاتب الزراعية المحلية المختصة بانتاج الزهور، حتى اصبح المهرجان كرنفالا من زهور ذات مناشئ متنوعة.
التعاون بين أمانة العاصمة والسفارة الفرنسية بعد مذكرة تفاهم تم توقيعها مع بلدية باريس، أسفر عن قيام فنانين فرنسيين برسم لوحات جدارية داخل متنزه الزوراء لتضفي هي الاخرى طابعا خاصاً على مهرجان الزهور المقام على مدار أسبوع من 19 إلى 24 نيسان الجاري.
تنوعت المشاركة في هذا المعرض لتوجه كل جهة مشاركة رسائل هادفة عبر عروضها، فبلدية الشعلة مثلاً رسمت بالزهور مدينة بغداد واستعملت لهذا الغرض نباتات السنتوريا والبتونيا بألوانها الأحمر والأبيض والبنفسجي، والقديفة والجعفري باللونين الأصفر والبرتقال، بينما رسمت جهات أخرى مثل وزارة البيئة ومعهد الفنون الجميلة ونقابة المهندسين الزراعيين ومنظمة التراث والأرشفة وشركة روتانا مينا فلور المهتمة بالزراعة المائية أشكالاً مختلفة من اللوحات بزهور متنوعة.
أما الجهات الدولية المشاركة فلها حكايات ومواقف مختلفة، إذ يقول علي انيس أبو شيش من شركة الاهرام المصرية: “هذا المهرجان شكل تحدياً بالنسبة لنا فقد كنا مترددين بشأن انواع الزهور التي نشارك بها وتجذب الحضور خاصة واننا نهدف الى بيع زهورنا في بغداد وندرك ان المنافسة ستكون شديدة”.
وأضاف “عرضنا أنواع من الزهور منها الورد البلدي واللبلاب وورد الجوري وغيرها، وجميعها لاقى اقبالاً بسبب جمالها وصغر حجمها وعبقها”، لافتاً الى ان الجمهور العراقي يقبل على شراء الورود الصغيرة ولا يميل إلى شراء الأزهار الكبيرة.
وأشار أبو شيش الى نجاح تجربة شركته بهذا المهرجان مؤكدًا أنه سيكون اول المشاركين فيه بدورته القادمة.
هولندا التي تعد البلد الأول في زراعة وتصدير الزهور عرضت من خلال شركاتها أنواعاً من منتجاتها التقليدية منها التوليب، والأقحوان، والجربرا، والفريزيا، والزنبق، وبساتين الفاكهة، ومخزونات الحضانة.
وقالت المتحدثة باسم الوفد الهولندي ساره علي: “تم عرض اعداد كبيرة من الزهور بمعرضنا”، مشيرة الى حضور الوفد الهولندي واشرافهم على بيع الزهور بشكل شخصي.
ولفتت الى ان النباتات التي توفرت في المعرض نباتات ظلية وغير ظلية، دائمية وموسمية، “حاولنا المزاوجة بين جميع هذه النباتات، إلا أن أعدادا كبيرة من الزهور الهولندية لا يمكن حملها بسبب خصائصها التي لاتناسب المناخ العراقي”.
لم يقتصر المهرجان على عرض الزهور فقط فكثير من الفعاليات الثقافية والموسيقية كانت بانتظار الزوار، منها أمسية لفرقة الجالغي البغدادي التي قدمت عدداً من الأغاني التراثية والقت على مسامع الجمهور أنغاماً تراثية أضفت جماليات خاصة على المعرض.
ويعد مهرجان الزهور نشاطا تجارياً دولياً، بالاضافة الى محتواه الجمالي من خلال عمليات البيع الواسعة للعديد من الاصناف النباتية التي تعرضها الدول المشاركة ، وهو ما يشجع شركات القطاع الخاص الدولية المهتمة بالزهور على المشاركة الفاعلة سنوياً.